صدق او لا تصدق: 130 مليون تكلفة الوقود و الزيوت ببلدية بوجدور

المحرر الرباط

اذا ظهر السبب بطل العجب، هكذا يقول العرب كلما تعلق الامر بخبر عجيب لا يتقبله العقل، تم تبريره بطريقة غير موضوعية، و هكذا نقولها كمتتبعين للشأن المحلي ببوجدور، من حقنا محاسبة أشخاص من المفروض أنهم تحملوا أمانة خدمتنا أمام الله و امام الوطن، و من المفروض أنهم اول من يدافع عن المال العام و يحول دون أن تصل ايدي الغدر و الذئاب البشرية التي لا يهمها الا مصالحها الخاصة و ضمان مستقبل ابنائها و لتذهب الساكنة الى الجحيم.

في هذه القصة، يتمثل السبب في شركة “كنزة” لصاحبها عز الدين برادة، و علاقاتها التاريخية مع بلدية بوجدور، أما العجب، هو أن يخصص المجلس البلدي مبلغ 130 مليون سنتيم، لاقتناء البنزين و الزيوت، في مدينة يمكن أن تتجول فيها على الارجل، و فوق أرض يقل فيها ثمن البنزين عن باقي مدن المملكة بدراهم كثيرة، و داخل بلدية لا نرى من الياتها سوى بضع سيارات و شاحنة لا تخرج للعمل الا اذا تعلق الامر بمصلحة انتخابية أو لصالح الموالين لمن يسود و يحكم.

130 مليون سنتيم أيها البوجدوريون، يتم سحقها داخل محركات السيارات بما فيها تلك التي لا تتحرك، و أنتم من وضعتم ثقتكم في رجل قديم جديد، رغم انكم تعلمون بأن باقي المدن المغربية قد بدأت تتغير، و أن المغاربة يختارون من يمثلهم احسن تمثيل، و قد انعم عليكم الله بنعمة الانترنيت، ألا تلقون نظرة على مدن مغربية أخرى كي تروا ماذا استطاع منتخبوها أن يحققوا للساكنة فتتولد في قلوبكم غيرة تليها عزيمة التغيير؟ هل انتم راضون أن يصرف المجلس البلدي 130 مليون على سيارات تعد على رؤوس الاصابع و اطفالكم يفتقدون لأبسط ما في متناول الاطفال المغاربة؟

أيها البوجدوريون الاعزاء، اخوتنا و أحبتنا و أهلنا، الى متى ستظل دار لقمان على حالها، و الى متى ستعيشون خارج قطار التنمية، بينما ينمي من تضعون فيهم الثقة أنفسهم، من خلال توظيف أبنائهم و تشييد معامل السردين التي تذر الملايين عليهم، و بينما يشترون المنازل في جزر الكناري، و يقتنون أحسن الماركات من الاسواق الممتازة الاسبانية، ثم هل تتذكرون بوجدور قبل عشرة سنوات؟ ماذا تغير فيها و ماذا تحقق لصالحها عدا معمل الرئيس الذي كلفه لا شيء مقابل ما أهدره اصحاب المعامل في المنطقة الصناعية دون أن يتمكنوا من البدئ في الاشتغال.

130 مليون سنتيم لاقتناء البنزين و الزيوت، هذا ما قاترحه رئيسكم في البلدية ايها البوجدوريون، فصدقوا أو لا تصدقوا ان أموالكم تحول الى بنزين يستعمل في سيارات الصيد و موسم الحصاد…. فغيروا من انفسكم حتى يغير الله ما بكم.