بين المغرب و الجزائر: عندما يصبح الفشل منطلقا للكذب “1”

عادل قرموطي

 

ما إن ظهر انقلابيو الغابون على الاذاعة، كي يعلنوا عن انقلابهم الفاشل، حتى بدأت الجرائد الجزائرية المعروفة بموالاتها للمخابرات العسكرية، في نشر قصاصات عجيبة غريبة، مصدرها المحبرة الواحدة، و هدفها اقحام المملكة المغربية في الموضوع.

 

موضوع الانقلاب في الغابون، شكل بالنسبة لجرائد المخابرات مناسبة لشن حرب اعلامية على المغرب، اختلفت نصوصها حسب كرونولوجيا الحدث، حيث تعمدت المحبرة الواحدة في البداية إيهام الرأي العام بأن الانقلابيين سيخلصون بلدهم مما إعتبر استعمارا من طرف المغرب، حيث أن المخابرات الشقيقة كانت تعتقد بأن الانقلاب قد نجح.

 

بعد فشل الانقلاب و السيطرة على الاوضاع الامنية، عادت المخابرات الجزائرية الى الواجهة عبر جرائدها، محاولة استدراك الموقف، و تصحيح الخطأ القاتل الذي ارتكبته في البداية و الذي قد يتسبب في توتر علاقاتها مع الغابون، من خلال مقالات تتهم المغرب بالتدخل العسكري في هذا البلد الصديق، رغم أن الجميع يعلم بأن الجيش المغربي لم يتدخل قط فوق الاراضي الغابونية، و لم يكن في يوم من الايام دور ميداني أو عملياتي هناك.

 

ما تداولته و تتداوله الصحافة الجزائرية، يكشف حقيقة الفشل الذريع لقصر المرادية في الوصول الى قلوب الافارقة، و يؤكد بالملموس النجاح المغربي الكبير، في التغلغل داخل القارة السمراء، و تمكنه من استعادة مكانته على المستوى القاري و الاقليمي، مهددا الجزائر في ملعب ظلت تستغل فراغه من المنافسة من أجل الترويج لأطروحاتها المعادية للمملكة المغربية، و خصوصا تلك المتعلقة بالقضية الوطنية.

 

اكاذيب الاعلام الجزائري، يمكن اعتباره وليدا للغل و الحقد الدفين الذي لا يمكن تصوره، و الذي وصل بالبعض لدرجة نسب الكسكس و القفطان للدولة الجزائرية التي لم تتخلص من الاستعمار الى مؤخرا، و هو نفس المحفز الذي يجعل مخابرات الشقيقة كالالة في معمل للالبسة، لا تكل ولا تمل من اختلاق الخرافات و الاكاذيب و نسبها للمغرب، في وقت يعمل فيه دول العالم على الرقي بنفسها، و على خدمة شعوبها و توفير ظروف العيش الكريم لمواطنيها…. يتبع

زر الذهاب إلى الأعلى