حينما غاب الشيوخ و الاعيان و حضرت فرنسا

المحرر الرباط

 

نتساءل عن موقف المغرب كيف سيكون لو لم تكن فرنسا تتمتع بعضوية دائمة و بحق الفيتو داخل مجلس الامن، كما نتساءل عن التحامل و العداء الذي أظهرته بعض الدول اتجاه المغرب، لأسباب متعددة، حال الفيتو الفرنسي دون امكنهم من تحقيق الاهداف التي سطروها مسبقا على طاولة التخطيط الجزائري.

 

هنا نعيد اشكالية الاموال الطائلة التي صرفتها الدولة على النخبة التقليدية، و على الاعيان و شيوخ القبائل، و التي يتضح أنها لم تعطي أية نتائج تذكر، في وقت لم يستطع بعض هؤلاء حتى ظبط أفراد عائلاتهم و جعلهم يمتنعون عن مساندة الانفصال، و هو ما يجعل الدولة اليوم مظطرة لاعادة النظر في طريقة تدبيرها لملف الصحراء.

 

حمدي ولد الرشيد، الذي كان قبل مدة يتبجح بمقدرته على استقطاب المئات من الانفصاليين من خارج الوطن، شريطة توفير المال، نذكر الدولة هنا بأنه لم يستطع حتى استقطاب قريبته نانة الرشيد، التي لا تزال تتحرك في مصر من أجل حشد الدعم للجبهة، من خلال ادعائها الثقافة و الشعر، و ما الى ذلك من المهيجات التي لا تجدب أحدا في العالم سوى المواطن العربي.

 

و للاشارة فان معظم المتورطين في الحرب التي اندلعت بالعيون قبل مدة، هم أقرباء أو مقربين من أعيان و شيوخ، لازالوا يستفيدون من أموال الدولة بالطرق الملتوية، و لم يستطيعوا حتى التأثير على هؤلاء المجرمين، فبالاحرى التأثير على أشخاص خارج الوطن، من بينهم أعداد كبيرة ممن غسلت أذمغتهم في كوبا و الجزائر، و يكنون الحقد الدفين للمغرب ملكا و شعبا.

 

اليوم و بعدما تبين أن المثل المغربي الدارج “ما يدوم غير المعقول” هو السائد في القضية، فان الحلول الترقيعية من مثيل الامتيازات و جعل الشيوخ و الاعيان شعبا الله المختار في الصحراء، لم يعد لها جدوى، و قد تكون مجرد امكانية لاطالة أمد النزاع، دون الوضول الى حل نهائي، فكيف سيفكر هؤلاء في انهاء هذا الحل و هم يحققون من المتاجرة في القضية أمرالا طائلة؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى