العائدون الى أرض الوطن: عندما تصبح الوطنية سلعة تباع و تشترى

المحرر العيون

 

 

قبل الخوض في هذا الموضوع لابد من الاشارة الى أن ما يتضمنه من افكار ليست معممة على جميع العائدين الى ارض الوطن و انما نتحدث عن بعض الحالات التي قد تشكل الاغلبية. يتظاهر العشرات من العــائدين إلى أرض الوطن، منذ مدة و عبر مختلف المدن الجنوبية، ضد ما يسمونه سياسية الإدارة المغربية في التعامل مع ملفاتهم المطلبية، و هو ما يشكل حقا من حقوقهم الدستورية، طالما انهم يتمتعون بالجنسية المغربية، غير أن اللافت في هذا الامر، هو ما يصرح به بعضهم بخصوص ندمه عن ما فعلوه عندما قرروا العودة التي يصفها بالخطأ الكبير.

 

 

الندم عن العودة الى المغرب، اصبح مقترنا باحتجاجات عدد من العائدين من جحيم كانوا يعيشون فيه بتيندوف، نحو دولة من بينهم من تعرف عن الحضارة لأول مرة في حياته فيها، و هو ما يعكس واحدا من الاخطاء التي ارتكبت من طرف المغرب في ملف الصحراء، عندما قرر وضع امتيازات للعائدين، و منحهم منازل و منصب شغل و بطائق انعاش، بالاضافة الى جعلهم من بين شعب الله المختار الذي لايجب أن يرفض له طلب.

 

 

هذه المعاملة التي كانت في السابق سنة، حولها العديدون الى وسيلة للتنقل بين المغرب و تيندوف، قصد الاستفادة المستمرة، تحولت الى نقطة سوداء يريدها عدد من العائدين أن تدوم و تدوم و تدوم، حتى تظل صنابير وزارة المالية في اتجاه جيوبهم، فتمنحهم الدولة منازل أخرى، و نفس الشيء بالنسبة لبطائق الانعاش، و كأنهم كانوا يتمتعون بهذه الامتيازات في تيندوف ثم استغنوا عنها محبة في المغرب، في وقت نعلم فيه أن معظمهم ظل يعيش طيلة حياته على الارز و الحليب.

 

 

الخطأ الذي ارتكبه المغرب في ملف العائدين، هو وضع امتيازات نظير عودتهم من تيندوف، استفاد منها بعضهم لعدة مرات، الشيء الذي جعل العودة الى أرض الوطن مرتبط بالاستفادة من منزل و بطاقة انعاش أو وظيفة عمومية، حتى تحولت الوطنية الى سلعة تقايض بالامتيازات المذكورة، التي لم يستوعب عدد من الاشخاص أنها أصبحت شبه مستحيلة في الظروف التي يعيشها المغرب اليوم، و ان ظل المغرب يقدمها لكل شخص يعود من تيندوف، فسنجد نفسنا في يوم من الايام مظطرين لوضع ملابسنا للبيع على موقع أفيتو، حتى نتمكن من الاستمرار في هذه السياسة.

زر الذهاب إلى الأعلى