شمال إفريقيا على صفيح ساخن .. هل تندلع ‘حرب الصحراء’؟

المحرر ـ متابعة

في تقرير مطول، وفرت جريدة “نيويورك تايمز” الأمريكية منصة لعدد من القياديين الشباب من جبهة البوليساريو، خاصة من الجيل الجديد، من أجل الهجوم على المغرب، فأوردوا أن صبرهم بدأ ينفد، وأنهم عازمون على الهجوم على الجدار الدفاعي المغربي.

وعلق فرونسوا سودان، الكاتب الفرنسي في مجلة “جون أفريك”، والمتخصص في الشؤون الإفريقية، على ما أوردته “نيويورك تايمز”، ومفاده أنه لأول مرة منذ اتفاق إطلاق النار بين الطرفين قبل 25 سنة يكون هناك اتصال مباشر بين القوات المغربية وجبهة البوليساريو في منطقة الكركرات، مشيرة إلى تزايد المناورات العسكرية في المنطقة العازلة.

الحرب القادمة

وتعليقا على عنوان الجريدة الأمريكية الذي جاء كالآتي: “الحرب القادمة في شمال إفريقيا”، قال سودان إن هذا التوصيف يدخل في إطار الدعاية من أجل الضغط على المجتمع الدولي، مشددا على أنه “لا يمكن أن تطلق رصاصة واحدة دون ضوء أخضر من الجزائر”.

وفي السياق ذاته يقول خطري الشرقي، الخبير في قضايا الصحراء، في تصريح لهسبريس، إن حديث “نيويورك تايمز” عن بوادر حدوث حرب في الصحراء يأتي في سياق اقتراب تشكيل الإدارة الأمريكية الجديدة، وكمحاولة لتجاوز المرحلة السابقة، حينما لم تكن الصحافة الأمريكية تولي اهتماما كبيرا بقضايا شمال إفريقيا، وتقتصر على تغطية أحداث الشرق الأوسط.

وتساءل الشرقي عن أسباب عرض الصحيفة ذاتها لوجهة نظر واحدة، خصوصا في هذه الفترة التي تعرف محاولة عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، وكذا اتهامها المملكة بأنها تعارض السلام، بالإضافة إلى الحديث عن تحولات جيو استراتيجية بينها وبين وجبهة البوليساريو، بناء على معطيات غير مؤكدة.

وقرأ المتحدث ذاته ما ورد في المنبر الأمريكي من ثلاث زوايا رئيسية؛ الأولى دعائية، تتوخى تقويض تواجد المغرب في المجال الجيو استراتيجي الإفريقي، أما الزاوية الثانية فترتبط بما هو سياسي، من خلال توجيه رسائل إلى الإدارة الأمريكية من أجل إعطاء الأولوية لمنطقة شمال إفريقيا وأحداثها السياسية، بالإضافة إلى الزاوية الاقتصادية، المرتبطة بالاتفاقيات والمشاريع التي قام بها المغرب مع عدد من الدول في إفريقيا الشرقية، وما تحمله من دلالات في منطقة أنكلو ساكسونية.

محمد السادس ليس القذافي

وعن العودة المغربية إلى الهيئات الإفريقية في هذا الأسبوع، يقول فرونسوا سودان إنه بهذه العودة تكتمل القطعة المفقودة على الصعيد القاري، وذلك بانضمام بلد يضم 35 مليون نسمة، واقتصادا ديناميا، بعدما كان سنة 1963 واحدا من الآباء المؤسسين لمنظمة التعاون الإفريقي (OUA).

موضوع العودة القوية للمغرب إلى الساحة الإفريقية حظي باهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام الدولية. ويورد الكاتب الفرنسي ذاته أنه رغم طول المدة التي غاب فيها المغرب عن الاتحاد، إلى أنه نوع علاقاته الثنائية بين أعضائه، إذ قام بـ46 زيارة إلى 25 بلدا، ليعلن الملك محمد السادس عودة البلاد الرسمية إلى الاتحاد.

وعن مسألة عقد عدد من وسائل الإعلام لمقارنة بين تحركات العاهل المغربي وما كان يقوم به الرئيس السابق معمر القذافي، قال فرونسوا سودان إنه لا مجال للمقارنة بينهما، خاصة أن السياسة الإفريقية للقذافي كانت على حد سواء انتهازية وعدوانية، كما أنه كان يعاني من جنون العظمة؛ في حين أن الملك محمد السادس يعمل من أجل روابط تاريخية، خاصة على الصعيد الديني، بالإضافة إلى إنشاء مشاريع للتنمية المستدامة والتواصل.

 

زر الذهاب إلى الأعلى