عبد الفتاح فاتيحي : البوليساريو لن توجد في المستقبل وقد يستغرق اضمحلالها 5 سنوات على أبعد تقدير

هشام يوسف المحرر

 
في ظل الوضع المشحون بمنطقة الكركارات المغربية، وأمام العمليات الاستفزازية لعناصر البوليساريو بالمنطقة التي يعتبرها بعض المحللين مفتوحة على جميع الاحتمالات، قال عبد الفتاح فاتيحي، الخبير في شؤون الصحراء في حديث لأسبوعية”المشعل” ضمن ملفها الأسبوعي، “حاليا هنالك تحول كبير على مستوى النزاع في الصحراء، سيما أن البوليساريو تحاول أن تفرض وضعا جديدا وأمام أعين بعثة المينورسو، التي لم تسجل أية ملاحظة حول التحرك العسكري للجبهة صوب الكركرات والكويرة، الذي هو خرق واضح لوقف إطلاق النار الموقع في سنة 1991”. بالتالي، يضيف فاتيحي، فإن الوضع بات خارج السيطرة، في حين أن المملكة المغربية لا تبدي أية إشارة حول هذه الحوادث التي تقع، رغم أن الأمم المتحدة قامت بتحرك على مستوى مجلس الأمن ومن خلال بعثتها لمناقشة قضية الكركرات الموجودة على الحدود المغربية الموريتانية.
وتحاول البوليساريو حسب المحلل، أن تضغط بشكل أكبر في محاولة لخرق إطلاق النار و العودة للحرب، لإثارة انتباه العالم حول قضية الصحراء، “لأنها تعرف أن المغرب لا يحبذ التصعيد، فهو يريد إنجاح استراتيجيته السياسية والاقتصادية في كامل إفريقيا إلى حين حلول قمة الإتحاد الإفريقي في فاتح يناير المقبل، وهكذا يمكن أن يكون المغرب قد سوى وضعه السياسي، وطرد البوليساريو من الاتحاد” يقول فاتيحي، قبل أن يضيف، أن الجبهة تعلم هذا جيدا، وبالتالي تحاول التشويش على خطة المغرب، وهكذا فالمسألة في بعدها الأعم هي مسألة انتظار لحلول شهر يناير المقبل.
وكشف هذا الخبير في شؤون الصحراء عن علاقة موريتانيا بالبوليساريو، معتبرا أن موريتانيا تجمعها اتفاقية السلام مع البوليساريو، “بالتالي فإنها تتعاطى بشكل مرن مع الجبهة وتضمن تحركها بكل سهولة في المنطقة، خاصة أن موريتانيا ليست لها أطماع فيما يتعلق بالصحراء وخاصة في منطقة الكركرات، بالتالي هنالك مسؤولية سياسية لموريتانيا التي ترى أن لها خلفية موضوعية فهي لا تستفيد من مشاريع مهمة يقوم بها المغرب في كل أنحاء إفريقيا، وهي في حاجة ماسة لهكذا مشاريع لحل مشاكل سياسية واقتصادية قد تعصف بنظامها”.
وفي مقاربته حول كلفة هذا النزاع المفتعل، قال فاتيحي “يبدو أن المعركة يتحكم فيها المغرب لأن قضية الصحراء لم تعد تستنزف مقدراته الاقتصادية والبشرية كما في السابق، بل تدخل ضمن استراتيجيته التنموية التي دشنها على مختلف جهات المملكة، في حين أن الخصوم يعيشون استنزافا ماديا وبشريا”. وسلط المتحدث الضوء على المشروع الضخم الذي جمع بين المغرب ونيجيريا حول أنبوب الغاز، معتبرا إنجازه يعني شيئا واحدا، هو نهاية البوليساريو. حيث قال “أما عن مشروع أنبوب الغاز القادم من نيجيريا نحو المغرب، فهو يدخل ضمن أهداف قومية واقتصادية، ذو بعد استراتيجي عميق، لذلك فمد الأنبوب يتوقع زوال جبهة البوليساريو، وهو ربح سياسي للمغرب وللأطراف المستفيدة التي يمر عبر أراضيها الأنبوب مع إقصاء الجبهة الانفصالية، وهذا نصر اقتصادي وسياسي للمغرب”. فماذا يعني ذلك؟
هنا يجيب فاتيحي “يعني أن البوليساريو لن تعود موجودة في المستقبل. وقد يستغرق اضمحلالها أو نهايتها 5 سنوات على أبعد تقدير، لأن الظرف العالمي الحالي أصبحت تشغله قضايا أخرى ليس ضمن أجندتها قضية البوليساريو”، كما أن قضايا حقوق الإنسان التي كانت تستخدمها الجبهة حسب الخبير، أصبحت اليوم بلا تأثير بعد أن خف تأثير المنظمات الحقوقية في الصحراء، وبعد وصول ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية “وهو رجل براغماتي، والجمهوريون كان موقفهم دائما في صالح المغرب”. يقول الخبير في شؤون الصحراء.

زر الذهاب إلى الأعلى