البوليساريو و سكيزوفرينيا التحرر

المحرر من الرباط

 

في وقت لا تزال فيه جبهة البوليساريو متمسكة بأطروحة الانفصال، تحت دريعة الاستقلال عن المغرب، يتساءل عدد من المتتبعين لقضية الصحراء، عن حقيقة الاستقلال الدي تدعي الجبهة النضال لأجله، و كيف أن هدا الكيان سيتمتع بالاستقلال في وقت يعلم فيه الجميع أن الصحراء المغربية، تشكل هدفا يسيل لعاب عدد من الدول التي تقدم نفسها اليوم كمدافعة عن حق الشعوب في تقرير مصيرها، في ظل عجز شعوبها عن تقرير مصيرها، و في ظل القمع العسكري الدي يعاني منه المواطنون فوق أراضيها.

 

و نتساءل عما ادا كانت جبهة البوليساريو، ستتمتع فعلا بما تسميه استقلالا ادا ما انفصلت عن المغرب، أم أن الجزائر و كوبا و عدد من الدول، ستجد لها موطئ قدم يسهل انفتاحها على المحيط الاطلسي، و يعود بالصحراويين الى زمن الاستعمار الحقيقي، الدي سيدخل الصحراء من أبوابها الواسعة، تحت دريعة القروض و في استغلال تام للقادة من دوي الاصول الجزائرية الدين يتحكمون في خيوط اللعبة بتيندوف، باتفاق مع الجنرالات الجزائريين و الساسة في الجارة الشرقية للمملكة.

 

و اد نتعجب كما يتعجب العديد من الاشخاص، من الطريقة التي سيتم من خلالها تدبير شؤون الصحراويين ادا ما انفصلت الصحراء عن مغربها، و هم يعلمون جيدا أن الجزائر و كغيرها من الدول التي يحكمها العسكر، لا تفرق الهدايا على الغرباء الا لحاجة في نفس يعقوب، و هو ما سينقلهم الى استعمار حقيقي، سيجعلهم أمام واقع مرير، يتخلله استنزاف حقيقي لخيرات الصحراء، و استغلال بشع لحقوق من كانوا يطالبون بالانفصال عن المغرب، في وقت يتابعون فيه كيف يدوس الشرطي الجزائري بحدائه على رؤوس الجزائريين الاحرار.

 

فهل يعلم الصحراويون المطالبون بالانفصال عن المغرب، أنهم يطالبون باستعمار جزائري سيجعل الصحراء مقسمة بين مجموعة من الدول التي تقف وراء قيادات البوليساريو، و التي جعلت مسبقا القبلية و العنصرية عنوانا بارزا يمر في شريط الاخبار بتيندوف، و ان كان العكس صحيح فلتخرج القيادة عن قبيلة الركيبات في هياكل الجبهة، و ليقر الانفصاليون بكل شجاعة بما تعانيه القبائل الاخرى فوق أرض تيندوف. 

زر الذهاب إلى الأعلى