الادارة العامة للامن الوطني: “ثورة مؤسسة” ج2

المحرر الرباط

توالت الانجازات داخل الجهاز الامني منذ تعيين عبد اللطيف حموشي مديرا عاما، و بدأت الثورة مباشرة بعد قرار التعيين، حيث استغل الرجل مراكمته لخبرة عقود في قلب المخابرات الداخلية، للاستثمار في العنصر البشري على مستوى القيادة، فكانت أول خطوة هي تعيين منسق عام للادارة.

فكرة جد ذكية من الحموشي ستعطي نتائج جد ايجابية بعد ايام قليلة، خصوصا و أن اختيار المدير العام وقع على وجل شب و ترعرع داخل جهاز المخابرات، و يعلم كل صغيرة و كبيرة داخل العلبة، لتنطلق بعد ذلك أكبر عملية تنظيف عرفها الجهاز الامني، حيث تم الاستغناء عن خدمات العشرات من مسامير المائدة الذين ظلوا يتحكمون في خيوط اللعبة، و منهم من تم اعفاؤه و منهم من أحيل على التقاعد.

عملية التنظيف تلك، قابلتها عملية اعادة نشر مسؤولين أكفاء و طاقات شابة في مناصب المسؤولية، كان شعارها هو القطع مع سياسة الكرسي الدافئ، و ضخ دماء جديدة في مختلف مصالح الادارة العامة للامن الوطني، ما تمخض عنه جيل جديد من المسؤولين أكثر انضباط و انفتاح على المحيط الخارجي لادارة الامن، و هو ما ساهم في توطيد علاقة هذه المؤسسة بفعاليات المجتمع المدني و بوسائل الاعلام التي وجدت أخيرا منفذا للاطلاع على المعلومة في اطار القانون.

الجيل الجديد من المسؤولين الامنيين، حمل على عاتقه مسؤولية التكوين، و التكوين المستمر، فكانت الخطة هو محاربة الشوائب في امتحانات الولوج لسلك الامن، و التي أخدت وقتا طويلا قبل أن تتحول مباريات الامن من أنزه المباريات على المستوى الوطني، و ذلك بعدما تمكنت الادارة من تجفيف منابع السماسرة و النصابين المتربصين بالباحثين على فرصة عمل، و قد اصدرت الادارة العامة للامن الوطني منذ سنة 2016، عشرات البلاغات بخصوص اعتققال اشخاص ادعوا ان بامكانهم التوسط للمترشحين من اجل النجاح.

و فيما يتعلق بالتكوين المستمر، فقد وضعت الادارة العامة للامن الوطني، استراتيجية لاخضاع أكبر عدد من عناصرها للتكوين سواء داخل ارض الوطن أو خارجه، و هو ما مكن العديد من رجال الامن و رجال المخابرات، من تطوير مؤهلاتهم المهنية لدى اجهزة دولية كبرى، و داخل الوطن من خلال تكوينات أشرف عليها اساتذة جامعيون و خبراء دوليون، و رجال أمن متألقون من خيرة الاطر الامنية على المستوى الدولي.

الاهتمام بالتكوين و التكوين المستمر، لم يأتي بشكل اعتباطي، و لكنه فكرة على شكل شجرة  غرسها الحموشي و من معه، في انتظار أن تعطي ثمارها بعد حين، و هو حصل بالفعل و في مدة قياسية، حيث بدأت ادارة الامن، تبعث عناصرها خارج الوطن للاشراف على تظاهرات عالمية، أو لتكوين رجال امن في العديد من الدول، فتحول الجهاز الامني في بضع سنوات الى مرجع مستقل بذاته، يسير نفسه بنفسه و يطور ذاته بفضل أفكار مسؤوليه، و استراتيجية قيادته.

المعروف على عبد اللطيف حموشي، هو كثرة الاجتماعات، و حسن الاستماع خلالها، و هو تصرف جميل يمكن الرجل من ضرب عصفورين بحجر واحدة، فمن جهة يجعل الاجتهاد قائما على مستوى الادارة، حيث تطرح مئات الافكار للنقاش، يتم استغلال الاصلح من بينها، و من جهة أخرى يدفع عناصر القيادة نحو مزيد من الثقة في النفس، و الاجتهاد لطرح أفكار قد تصبح انجازا بعد مناقشتها، و هذا في حد ذاته كان بمثابة نقطة قوة دفعت ادارة الامن نحو مزيد من التألق و النجاح.

يتبع

زر الذهاب إلى الأعلى