بوجدور: (عيد بأية حال عدت يا عيد)

 

بابا خيا 

وفقا لقول الشاعر بدر شاكر السياب في مستهل القصيدته:
لك الحمد مهما استطال البلاء
ومهما استبدّ الألم،
لك الحمد، إن الرزايا عطاء
وان المصيبات بعض الكرم
لايسعنا قبل كل شيء إلا أن نحمد الله ونستعينه على القدر خيره وشره، تمر سنة تلوة الاخرى ويأتي عيد ويذهب عيد وتتحرك عجلة القهر و اليأس البوجدوري باستمرار ودوام من السيئ إلى الأسوأ في زمن العبث الذي يدعي البعض أنه أقرب لتحول الديمقراطي و التأثيث لمشهد تخليق الحياة العامة و ضمان الحريات وجعل من العنصر البشري هو جوهر التمنية الشاملة بيما فيها المستدامة أو “المستميتة” بينما البعض الآخر يطبل ويصفق بمفاهيم غربية لايدرك معناها و مزاياها لا تتلائم مع حقيقة ونجاعة الشأن المحلي المعتم وفشله الواضح بعد العودة ونهاية العطلة الصيفية التي شملت زيارة عدة مناطق بما فيها القروية والريفية…..، اتضح انه وجب على كافة الفاعلين بالإدارة المركزية إعادة هيكلة برنامج إعداد التراب الوطني قصد تأهيل واقعي يضمن حقوق الإنسان و البيئة والمرافق العامة التي تفتقد حبيبتنا لابسطها من قبيل التغطية الصحية و البنية التحتية و فرص الشغل ودعم المبادرة الذاتية والمشاريع الحرة……، فابتسامة الواقع المنهك لا تبشر بخير لاسيما مع الارتفاع المتزايد لتكاليف ومصاريف الحياة بمقابل تدني وانعدام الحد الأدنى للأجور وتفشي البيروقراطية الإدارية والأخلاقية المدعمة للفساد و ميكانزماته من زبوبية ومحسوبية وريع و فقر وبطالة و نهب واضح لثروات المادية والمعنوية المحلية دون مراعاة الباب الثاني عشر من الدستور الجديد وما جاء به من هيئات ومؤسسات ومجالس لمحاربة الفساد والميز العنصري قصد سن حكامة جيدة رشيدة تضمن كافة الحقوق وتكافؤ الفرص والمناصفة……، بحيث أن أمر الانتماء أصبح يحزن أغلبنا ويؤسف بعضنا أمام باقي الأصدقاء والأقارب من المدن الأخرى ليس بسبب كرهنا لغريمتنا الغالية بل لتحطم التطلعات وانعدام مكتسبات ومقومات التنمية المجالية العقيمة ………..

نعم جاء العيد رغم محاولة سقيمتنا وسكانها مقاومة الداء و محاولة الفرح واظهار أجواء السعادة و تناسي وإخفاء الواقع المر والجراح البالغة إلا أنه دق ناقوس الخطر و فرغ الصبر و استنفذ الشيئ الذي يستوجب مصالحة حقيقية تشاركية لإرجاع مسار السياسة العامة لسكة الصحيحة و تكثيف الجهود لرقي بصورة المدينة وجوهرها وتفعيل المقتضيات الدستورية وآليات الرقابة والتتبع لإحقاق مبادئ وقيم الديمقراطية و العدالة الاجتماعية المفقودتين و العمل على إنجاح المشروع والتصور التنموي الذي لازال حاليا ببوجدور حكرا على أقلية تعد على رؤوس الأصابع………….

ان الشارع البوجدوي يدرك ان ترميم وجمالية بوجدور “فيصل مزيان” أجمل و أحسن بكثير من بوجدور المغتصب في الحقب الأخيرة………

لكن نصبر و نواسي بعضنا البعض بضرب مثل لواقع دولة وزارتها الأغنى يتكفل المحسنين والمواطنين في بناء أغلب مساجدها التي يجمع لها في العلب والصناديق في الشوارع وأحياء المدن .

زر الذهاب إلى الأعلى