بوادر أزمة سياسة بين لبنان و موريتانيا تلوح في افق القمة العربية

المحرر الرباط

 

يبدو أن موريتانيا و لبنان، الدولتين البعيدتين عن بعضهما البعض من الناحية الجغرافية، قد أضحتا في أمس الحاجة الى لمسة عاقلة من عقلاء القوم، تحول دون تفاقم الوضع الذي ابتدأ بتصريحات لوزير الصحة اللبناني يحدر من خلالها وفد بلاده المشارك في القمة العربية التي تحتضنها موريتانيا، من الذهاب اليها، أو على الاقل عدم المبيت فيها ليلا خوفا من الحشرات الناقلة للامراض.

 

و لم تمر الا ساعات على تصريحات الوزير اللبناني، حتى جاء الرد من محمد فاضل الشيخ محمد فاضل رئيس حزب الحضارة والتنمية، لاحدى المواقع الموريتانية، حيث قال:”..علل معالي وزير الصحة اللبناني أبو فاعور الوزير عن الحزب التقدمي الإشتراكي أو بعبارة أصح المنصب الوزاري الدرزي في معادلة الديموقراطية التوافقية اللبنانية علل أزمة ترسيخ معالم الدبلماسية العربية و تطوير عملها بتصريحه لتلفزيون الجديد مؤكدا ما نشرته صحيفة الجمهورية اللبنانية عن مخاوف لدى البعثة اللبنانية من زيارة انواكشوط بدواعي صحية أو عدم البقاء فيها ليلا علي الأصح أو المبيت بها و هنا فقط أريد أن أقول إن غضب الشارع الموريتاني غير مُبرر فمعالي الوزير لا يُـريد تأزيما و لا يسعى لأكثر من دعوة أشقائنا لتقديم يد المساعدة لنا و هو ما فعله معاليه بالفعل حين قدم للموريتانيين إستشارة مجانية مضمونها أن أوبئتهم لا تتحرك إلا ليلا بدليل قبول وفده حضور جلسات النهار دون مخاوف و هذه مساعدة يجب تقبلها من الشعب الموريتاني الذي لا يمتلك مباني ليلية تقي ضيوفه جراثيم الليل و عليه مُستقبلا أن تكون له جِنان الليل الهادئة ثانيا و بكل تأكيد فان معالي الوزير يريد أن يقدم لبلده الثاني و لو في تصريحٍ تجربة حكوماتِ بلده في التعامل مع النفاياتِ الصلبة و النفايات السائلة و كيفية التخلص منها علي الشواطئ و في قاع البحر هذه التجربة التي سببت علي الدوام دمار البئة البحرية الساحلية في لبنان الجميل و خلفت أَذًى بالغا بها انعكس سلبا علي صحة المواطن و الزائر علي حد سواء مما جعل لزاما علي وزيرنا تصديرها لأشقائه و في ما يخص إنعقاد القمة في خيمة بأنواكشوط الذي مر عليه معاليه مُتهكما نريد أن نقول لضيفنا المُنتظر أننا تعلمنا في أصول الكرم و حسن الضيافة و إمتثالا لقول الله سبحانه و تعالى ” لنْ تنالوا البر حتى تُنفِقُوا مما تُحبّون ” أن نقدم لضيوفنا أعز ما نمتلك و نخبره أن أهله في موريتانيا العربية الاسلامية لا يمتلكون أحب إليهم من خِيمهمْ ليقدموه ترحيبا و تكريما فهي تاج رؤوسهم و لوْ لم يكن مُقصرا سعادته اتجاههم لعلِم أن الخيمة ارتبطت في أذهان الموريتانيين بالسلام و السؤال عن الحال — أشحال أهلْ لخيامْ– و في الأخير مرحبا بأشقائنا من لبنان و نحن متأكدون أن الوزير وائل أبو عافور و هو يتحدث عنا لم يكن متأثرا بأم إسرائيل الحديثة جولدا مائير حينما حدثها الكاتب البولندي عن شعوره بأن فلسطين عروسة جميلة لترد عليه يومها أن الأمر صحيح لكن العريس أضعف من أن يستطيع الحفاظ بها.

 

يذكر أن عددا من الوفود العربية المشاركة في قمة نواكشط، قد أعربت عن عدم اقتناعها بظروف الاقامة الموفرة لهم من طرف السلطات الموريتانية التي تفتقر منذ اقامتها لأبسط ظروف العيش.

زر الذهاب إلى الأعلى