الشيخ الفيزازي يعطي وصفته لتهدئة الأوضاع بالحسيمة

يرى الشيخ الفيزازي، رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ، أن السبيل لتهدئة الأوضاع بمنطقة الريف يكمن في المسارعة بإخراج مشاريع التنمية والحقوقية والثقافية إلى أن تراها العين وتلمسها اليد، مشيرا إلى أن المقاربة الأمنية ليست حلا لنزع فتيل ما وصفه بـ”المشروع الانفصالي”.

 
وفي ما يلي النص الكامل للرسالة التي ضمنها الشيخ الفيزازي ما وصفه بـ”الحل” لتهدئة الأوضاع في الريف:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحراك الريفي/ الحل.
كثر اللغط، والرأي اختلط. ولا بد من توضيح الصورة حول التظاهرات المطالبة بحقوق، وأخرى بعقوق.
شخصيا لا أرى مانعا من المطالبة بحق، أيا كان هذا الحق. تنمية، تشغيل ، تجهيز، محاسبة، بناء، الخ… وأزيد وأقول: المطالبة بالحقوق ليست جائزة فقط، بل واجبة أيضا، خصوصا عندما يتعلق الأمر بإنشاء جامعة ومستشفى ومصنع… ومحاسبة المفسدين.
هذا فيما يرجع إلى الحقوق، والشرط في هذا السلمية والانضباط وهو ما رأيته محققا في المشهد اليومي في الريف.
فيما يرجع إلى العقوق: أظن أنه متمثل في تغييب العلم الوطني، ورفع أعلام أخرى، وإطلاق شعارات من بعض النشطاء فيها تطاول مشين على الجيش والدرك والأمن، بل هناك خلع واضح للبيعة من قبل بعض المتزعمين للحراك. والدفع نحو الانفلات الأمني تجلى في رشق رجال الأمن بالحجارة. والأسوأ من كل هذا ارتفاع بعض الأصوات بالانفصال عن الوطن على أساس عنصري ولغوي.
رأيي في الجانبين معا الحقوقي والعقوقي:
فيما يخص الأول فعلى الدولة أن تبادر فورا ودون تراخ بإنجاز ما يجب إنجازه.
وفيما يخص الثاني فالواجب فتح حوار شجاع للالتفاف على شرارة التمرد. وقطع الطريق على الدعم الخارجي بأنواعه.

 

وأهم ما ينزع فتيل هذا المشروع الانفصالي ليست المقاربة الأمنية والضرب بقوة وبيد من حديد… بل المسارعة بإخراج مشاريع التنمية والحقوقية والثقافية إلى أن تراها العين وتلمسها اليد.
بهذا تهدأ الأوضاع وتطيب النفوس ويرجع العاق إلى الحق. ومن أبى حينها فقد أبى.
البعثة الوزارية قد انتقلت إلى عين المكان للاستماع والحوار والعمل بجد لصالح الساكنة. فلنعط الفرصة للمسؤولين ولا مانع من المتابعة والمراقبة.
هذا وأسأل الله تعالى كل خير لهذا الوطن العزيز. آمين والحمد لله رب العالمين.
محمد الفزازي رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ.
طنجة 4 رمضان 1438
موافق 30/05/2017

زر الذهاب إلى الأعلى