مشكلة بوعشرين ليست في الجنس و التحرش

سالم باحنيني المحرر

 

لازالت قضية توفيق بوعشرين، الصحافي الذي وصفه الكثيرون بالجرأة، بينما اتهمه آخرون بخدمة أجندات خارجية، موضوع نقاش ياخن على مواقع التواصل الاجتماعي، و على صفحات الجرائد المغربية، حيث انقسم النشطاء بين مستنكر لطريقة اعتقاله و مؤيد للتهم الموجهة اليه من طرف النيابة العامة.

 

و إذا الجنس قد شكل نص الموضوع في هذه القضية المثيرة للجدل، فإنه لا يعتبر مشكلا طالما أن عددا كبيرا من المؤسسات العمومية و الخاصة تحتضن هكذا تصرفات، و يعتبر الابتزاز الجنسي بداخلها من الطابوهات المسكوت عنها، خصوصا في ظل العادات و التقاليد و الخوف من الفضيحة، التي تشكل بعبعا يرهب ضحايا التحرش في مجتمعنا، و خصوصا المتزوجات من بينهن.

 

ابتزاز المرأة مقابل الجنس، ليس وليد اللحظة، و لا يمكن اعتبار قضية بوعشرين منطلقا له، طالما أن وسائل الاعلام سبق و أن لبست حلته في مناسبات عديدة، لعل أهمها هي قضية استاذ جامعة تطوان الذي لازال يقبع في السجن، و طبيب بالرباط تم توقيفه من طرف الوزارة، بالاضافة الى قضية مسؤول اعلامي بالقطب العمومي….

 

مشكلة توفيق بوعشرين لا يمكن ربطها بالجنس طالما أن الرجل يبقى انسانا، معرضا للاصابة بانراض نفسية، و من شأنه أن يقع في موقف ضعف أمام فتاة حسناء بقدر ما هي قضية تناقضات في المواقف بين القلم و الواقع، و تنكر للمبادئ التي لأجلها يشتري المواطن جريدة أخبار اليوم، حيث عمود بوعشرين في الصفحة الاولى يناقش المشاعر و ينظر في المبادئ و الاخلاق السامية.

 

قضية بوعشرين ترتبط أساسا بالقواعد التي لطالما استعملها من أجل مهاجمة السعودية، و حيث كان يندد باستغلال المغربيات من طرف مواطنيها، و التي اتضح مؤخرا أنها مجرد حبر على ورق، و كلمات مختارة بعناية من أجل دغدغة مشاعر القارئ، و ايهامه بأشياء كان على الكاتب. الالتزام بها قبل محاربتها، و الامتناع عن فعل هو في الاساس ينهى الناس عن فعله.

 

في الدول المتقدمة، أول ما يتم التعامل به مع متهم كتوفيق بوعشرين هو عرضه على طبيب نفسي، خصوصا عندما يتعلق الامر بشخص يوثق أفعاله بالفيديو، و يتجاوز عدد ضحاياه العشرة، لكن عندما يتعلق الامر برجل ينهى من خلال كتاباته عن تلك الافعال، فان الامر يتعلق برجل يعي جيدا ما يفعل، ما يدفعنا الى التساؤل عن الجهات التي كان يصور لأجلها ضحاياه، خصوصا و أن الجميع يعرف علاقاته في مربط الكبث الجنسي.

زر الذهاب إلى الأعلى