حقوق الانسان بين التمييع و الهرطقة

سالم باحنيني المحرر

 

“الدكاكين الحقوقية”، مصطلح قد يوازي نظيره في السياسة، طالما أن بعض الهيئات لا تفتح أبوابها إلا عندما يكون باب الخزينة مفتوحا، و لا تتحرك إلا بعد تلقيها المال من جهات خارجية سقط عنها القناع إبان الحراك العربي، و سقطت عنها ورقة التوت عندما أُصيبت حركة عشرين فبراير في مقتل.

 

و عند الحديث عن بعض النشطاء الحقوقيين، لابد من استخضار عدد من المواقف التي رافقت مسارهم النضالي، ولا يمكن بأي حال من الاحوال استثناء نقاط سوداء لطالما سجلها المتتبعون لهؤلاء، خصوصا عندما يتعلق الامر بخديجة الرياضي، الحقوقية التي دخلت الجمعية المغربية من أبوابها الواسعة و غادرتها من النافذة مرغمة، بعدما لفظها الوسط الحقوقي بسبب هفوة مراسلة مجلس حقوق الانسان باسم جمعيات لا علم لها بذلك.

 

قد تتساءلون عن الاسباب التي تجعل خديجة الرياضي تحت مجهرنا طيلة هذه الايام، كما قد تتساءل المعنية بالامر عن ذلك، و حتى نكون أكثر وضوحا فإن ما يجعلنا نركز على هذه السيدة دونا عن غيرها هو تصريحاتها المثيرة للجدل، و هرطقاتها التي لا تنتهي، و تؤكد على أنها مصابة بخلل اجتماعي، يجعلها تكره ما و من حولها، و تنتقذ كل شيء ارضاءا لنزواتها.

 

و حبذا لو أن من ينتقذ الدولة و حقوق الانسان فيها، سيدة مستقيمة استغلت فرصة قيادتها للجمعية المغربية لحقوق الانسان، في خدمة هذه المنظومة الكونية، و ليت من يدعي تمسكه بالدفاع عن حقوق الانسان، هو انسان تتوفر فيه مقومات الوطنية قبل أي شيء، حتى نصدق تصريحاتها، و نقول عقب تدخلاتها “آمين”.

 

الاشكالية هو أن خديجة الرياضي، تؤكد يوما بعد يوم، أنها لم تكن سوى كائن غريب شاءت الظروف أن يسقط على الساحة الحقوقية بالمظل، فاستغل الفرصة للتعبير عن استعداده لوضع يده في يد الشيطان، خدمة في مصالحه الخاصة، حتى و إن كان ذلك ضد وطنه الام، و أبناء جلدته، لأن ما يهمه أولا و أخيرا، هو مصالحه الشخصية، و من يستطيع أن يدفع أكثر تحت غطاء الدعم و المعونة.

 

العديد من القضايا التي استأثرت الرأي العام إبّان الفترة التي ترأست فيها الرياضي الجمعية المغربية لحقوق الانسان، تشهد على غيابها، و العشرات من الاشخاص الذين طلبوا مساندتها لهم، يؤكدون اليوم على أنها لم تستجب لهم، لماذا؟ و كيف؟، الامر لا يحتاج لمجهود كبير من أجل الاجابة عليه، لأن الاشياء التي لا يمكنها أن تساهم في ابتزاز الدولة، لا تشكل بالنسبة للرياضي أية أهمية.

 

اليوم و قد فطن المواطنون لنوايا خديجة، و علموا بأنها موظفة تتقضى أجرا سمينا من وزارة المالية، بينما تقضي مغظم وقتها في جني الملايين المقدمة من الجهات الخارجية المعادية لوطننا، لم بعد كلامها ينطلي على أحد، و باتت هذه السيدة منبوذة من زملائها في الساحة الحقوقية قبل المتتبعين لها، لأن من يبيع وطنه قد يبيع أي شيئ مقابل المال، و من لا خير فيه لأهله لا خير فيه للبشرية جمعاء….. رفعت الاقلام و جُفت الصحف.

زر الذهاب إلى الأعلى