هل سيتحول حزب الاصالة و المعاصرة الى حطام؟

المحرر الرباط

 

لطالما راهن الياس العماري و من معه على الطفر بالانتخابات في بلادنا، و على سحق العدالة و التنمية الحزب الذي يعتبرونه عدوهم الاول، و بالعودة الى تصريحات قيادات الجرار قبيل الانتخابات البرلمانية ثم الجماعية، سنقف على مشهد يوحي بدرجة الثقة في النفس التي لطالما تمتع بها هؤلاء، و كيف أنهم كانوا على يقين من أن الحكومة أصبحت لهم.

 

من جهة أخرى، راجت في كواليس حزب الاصالة و المعاصرة أخبار شبه مؤكدة، بفوز هذا الحزب في الانتخابات، لدرجة أن بعض مناضليه الذين حلموا بالاستوزار شرعوا في تكوين دواوينهم، و أخبروا المقربين بالاستعداد للالتحاق بديوان هذه الوزارة أو تلك، فكان الموعد ليلة وقف محمد حصاد أمام وسائل الاعلام للاعلان عن نتائج أصابت العماري في مقتل، و رفعت في وجهه البطاقة الحمراء.

 

و حتى نكون أكثر صراحة في حديثنا عن هذا الموضوع، فان ما أثير حول الانتخابات خلال الحملة، و ما تداولته وسائل الاعلام بخصوصه، يدل على أن خسارة الاصالة و المعاصرة، كانت مضاعفة بعد الرهان الذي خسره الياس العماري أمام عبد الاله بنكيران، و بعدما تيقن المساهمون في الجرار أن أوراقهم باتت مبعثرة في الساحة السياسية التي لازموا المعارضة فيها رغم احتلالهم للرتبة الثانية، الشيء الذي زاد من معاناة العماري، و وسع الهوة بينه و بين داعميه داخل الحزب.

 

حزب بامكانيات هائلة، يضم كبار المقاولين و رجال الاعمال الذين انخرطوا بمالهم قبل قناعاتهم في مشروعه السياسي، يتواجد منذ تأسيسه في المعارضة، و رغم الاموال التي صرفها و الضغوطات التي مارسها على باقي الاحزاب من اجل محاربة العدالة و التنمية، لم يفلح حتى في الوصول الى الحكومة التي ظل يعارضها منذ تأسيسه، يجعلنا نطرح أكثر من تساؤل حول الاسباب التي خيبت ظنونه و جعلته يلازم مكانه في المعارضة.

 

اليوم و نحن نتابع اندثار الاصالة و المعاصرة و اختفاءه بشكل جزئي من الساحة الاعلامية، و كيف أن قياداته التي ظلت تزقزق فوق عصون الجرائد قد اختفت و لم يعد من بين اولويات اهتماماتها محاربة الاسلاميين، نتأكد من أن هذا الحزب قد تحول فعلا الى حطام، مانتابعه حوله اليوم، لا يغدو أن يكون دخانا منبعثا من الاجزاء المحروقة فيه، سيختفي لا محالة في الانتخابات القادمة، بعدما سينتقل معظم مناضليه للاصطفاف الى جانب عزيز أخنوش.

 

و إذا كانت الدولة تعمل بمبدأ “الفالطة بالكبوط”، فلا يحب عليها أن تترك من باعوها الوهم دون عقاب، خصوصا و أن هؤلاء أساءوا الى سمعتها في مناسبات عديدة، و جعلوا وسائل الاعلام تتحدث عن تدخلها لصالح طرف سياسي دون آخر في الانتخابات، خصوصا عندما يتعلق الامر برجل لا ماضي له ولا حاضر، راهن على مجابهة المتغلغلين في المشهد السياسي المغربي، الذين ناضلوا و اعتقلوا عندما كان هو يوصل أخبار و مستجدات الطلبة للمخزن.

 

الاوضاع التي آل اليها حزب الاصالة و المعاصرة، لا يمكن أن تمر دون ربط المسؤولية بالمحاسبة، من خلال تقييم داخلي يعيد هيكلة هذا الحزب و يجري بداخله مراجعات فكرية من أجل انقاذ ما يمكن انقاده فيه، على الاقل حتى يظفر في الانتخابات المقبلة بفريق برلماني دون الحاجة الى التحالف مع النخلة لتشكيله، و حتى نكون أكثر واقعية فان ما يجب أن يعرفه من آمن في يوم من الايام بفكرة اسمها البام، هو انه لكل بداية نهاية، مع فرق بسيط هو أن النهاية قد تكون سريعة إذا ما أسندت الامور لالياس و من خلاله للعربي لمحرشي و أمثاله… رفعت الاقلام …..

زر الذهاب إلى الأعلى