هل ستعيد وزارة الداخلية النظر في وضعية عمر الحضرامي

المحرر العيون

 

لا شك أن سقوط الشرقي اضريس، من منصب كان يربطه بشكل مباشر مع عدد من المدن الصحراوية، سيشكل ضربة قاضية لعدد من المنتخبين و العمال و الولاة الذين لطالما استفادوا من رعاية استثنائية تشكلت في الحماية و في تبادل المصالح التي كانت تجمعهم باشخاص داخل وزارة الداخلية، و هو الشيء الذي لم يعد ممكنا في ظل تعيين عبد الوافي لفتيت وزيرا للداخلية، و استبعاد عدد من المسؤولين عن مناصب كانوا يستغلونها في سياسة “هاك و ارا” سواء مع رؤساء المؤسسات المنتخبة، او مع رجال السلطة.

 

و يعتبر مسؤولي مدينة كلميم، و معهم نظراؤهم في مدينة العيون، الاكثر تضررا من سقوط الشرقي اضريس من وزارة الداخلية، خصوصا بالعودة الى مجموعة من المعاملات التي طرأت ابان سنوات العطاء بالنسبة لهذا الرجل، الذي ساهمت علاقاته مع يحضيه بوشعاب، في حصول جهة العيون، على حصة الاسد من بطائق الانعاش الوطني، و من الميزانية المخصصة للعيون، بينما تطورت علاقته بعبد الوهاب بلفقيه لدرجة التكالب على الوالي عمر الحضرامي، الذي الحق بالادارة المركزية بعد خلافات مع بلفقيه.

 

العشرات من الاشخاص الذين عملوا الى جانب الوالي عمر الحضرامي، يؤكدون على استقامته و حسن سيرته، و لازالوا متمسكين بنظرية المؤامرة التي اسقطته في فخ الاستبعاد عن ولاية كلميم، بعدما بدا المواطن في واد نون يلمس التغيير، الشيء الذي أدخل الحضرامي في صراعات مع بلدية المدينة انذاك، انتهت بممارسة شتى انواع الحكرة عليه و الحاقه بالمركزية، بشكل تعسفي، قيل أن تدخلات الشرقي اضريس كانت من بين العوامل الاساسية التي انتهت برجل مثقف و متمرس وراء اسوار الداخلية.

 

و اذا كانت وزارة الداخلية، تتابع معاقبة واحد من رجالها المثقفين يعاقب بسبب شخص لا ماضي له ولا لاصيد ثقافي، لا لسبب سوى لأنه رفض وضع أصبعه في الكعكة، و تمسك بممارسة اختصاصاته كما هي، فمن الضروري اعادة الاعتبار لعمر الحضرامي الذي يرى الالاف من ساكنة كلميم انه قد ظلم عندما كان اصحاب شهادة الابتدائي يحكمون، و عندما كانت لغة المصالح تهيمن على تسيير شؤون الداخلية و فروعها عبر مختلف المدن المغربية، قبل ان ياتي الزلازال ليطيح بمن كان يتواطؤ مع رؤساء الجماعات المحلية على حساب رجالات الوزارة مقابل نصيب من الميزانيات.

 

عمر الحضرامي الذي يعتبر احد كوادر جبهة البوليساريو سابقا، و واحدا من بين مؤسسيها، و الذي حضي برعاية ملكية استثنائية من طرف المغفور له الحسن الثاني، بعدما لبى نداء الوطن، و عاد ليساهم في بناء وطنه الاصلي، يعتبر واحدا من وجهاء قبيلة الركيبات، و يشكل بالنسبة لساكنة الصحراء، رمزا من رموز الوطنية و الاخلاص للوطن و للعرش العلوي، و هو من بين المسؤولين الصحراويين الاكثر شهرة في حسن المعاملة، بل ويعتبر مضرب مثل في الكرم و الجود، و التواضع، و السواد الاعظم من الوادنونيين يعترفون بأن الحاقه بالداخلية، كان خطأ جسيما تسبب فيه بلفقيه بدعم من الشرقي اضريس.

 

و يكفي ان نعلم، بان عدد العائدين الى ارض الوطن ابان السنوات التي قضاها الحضرامي على راس مديرية الانعاش، كان يضاعف عددهم اليوم بكثير، حتى نعلم المجهودات التي قام بها هذا الرجل لصالح القضية الوطنية، و كيف انه ساهم بشكل مباشر في اختراق الجبهة، و استنزافها من الرأسمال البشري الذي تراهن عليه لجمع المساعدات و اعادة المتاجرة فيها، قبل أن يظلمه ذوو القربى في مشهد أعيد اكثر من مكرة كلما حاول أحدهم اصلاح الخلل المتمثل في استنزاف صناديق الدولة تحت غطاء “القضية الوطنية”.

 

اعفاء الشرقي اضريس من مهامه، اعتبره العديد من المواطنين في الصحراء، انتصارا الاهيا لعمر الحضرامي، و انتصارا حققه لفتيت لصالح النزاهة و الاستقامة، و هو ما يجب ان يقترن “حسبهم” باعادة الاعتبار لعدد من المسؤولين الذين مسهم الضر ظلما، و من بينهم الحضرامي و جلموس و اخرون…

زر الذهاب إلى الأعلى