هل يساهم الحجاج المسلمون في العدوان على فلسطين

المحرر الرباط

 

عندما تتحدث عن السعودية، فذلك يعني انك تتحدث عن احدى الدول العربية المسلمة التي تعاني من التخمة على مستوى مداخيلها المالية، خصوصا و أن هذه الدولة التي تتوفر على حصة الاسد من الذهب الاسود المخزن تحت الكرة الارضية، تعي جيدا كيفية صرف مداخيلها من خلال التوزيع الغير العادل للثروة شأنها شأن باقي الدول العربية، مع فرق بسيط يتمثل في هيمنة ال سعود على كل شيء.

 

و اذا ما تمعنا جيدا في مداخيل المملكة العربية السعودية، سنكتشف أنها دولة تحقق بشكل سنوي ارباحا تفوق الارباح التي تتسابق عليها الدول المترشحة لاحتضان المونديال، حيث تستقبل عددا كبيرا من الحجاج الذين ينعشون في نفس الوقت قطاع السياحة في بلد غير سياحي وليست له اية امال كي يكون كذلك ولو بعد قرون.

 

ولا شك أن الاموال التي دفعتها السعودية لامريكا قبل اعلان ترامب عن عزمه الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، قد ساهمت بشكل او باخر في تقوية صناديق بلاد العم سام، و أعطتها المصداقية و الشرعية للترافع عن اسرائيل على الاقل تحت سقف الدول التي تعيش تحت تبعية السعوديين، كيف لا و هذه المملكة بقياداتها و سياسييها و علمائها، قد التزمت بالصمت امام قرار ترامب، و اكتفى شيوخها بسرد قصص الانبياء عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

الملاير التي وهبتها السعودية لترامب، تضم لا محالة جزءا من مداخيل مواسيم الحج الى صناديقها، و تلك المداخيل هي عبارة عن أموال تحصلها السعودية من واجبات التاشيرة، و الضرائب المفروضة على المستهلكين بمن فيهم الحجاج، فوق أراضيها، ما يلخص عملية غير مباشرة لتحويل الاموال، من الحجاج الى الصناديق السعودية و من ثم الى ميزانية أمريكا، البلد القوي الذي دمر العراق و اجتاح أفغانستان و هاهو اليوم يسعى الى محو الهوية الاسلامية عن اطهر بقاع العالم و اقدسها لدى جميع الديانات السماوية.

 

و بعيدا عن الفتوى التي افتقدت مصداقيتها في ظل تواجد علماء ال سعود، من المنتظر أن يمتنع الملايين من المسلمين عبر بقاع العالم، عن ضخ الملايير في صناديق السعودية حتى يحولوا دون تحويلها الى امريكا و الى صناديق التحالفات التي لا تدمر سوى أعداء الوهابية، و سيكتشف هؤلاء أن الخمسة الاف أورو التي يدفعونها لوكالات الاسفار حتى تحز لهم غرفا في فنادق غير مصنفة، قد يكون أجرها مضاعفا لو انهم اشتروا بها أضاحي لليتامي و وهبوها للبيت الذي شيده سيدنا ابراهيم، و ليس ذلك البيت الذي يستغله ال سعود….

زر الذهاب إلى الأعلى