ماشاء الله: حتى المقابر لم تسلم من فساد المجلس البلدي لبوجدور “فيديو”

المحرر من بوجدور

 

يقولون أن الموت، هي العامل الوحيد الذي قد يجعل الانسان يفكر فيما ينتظره يوم لا تشفع شفاعة أمام الله، و يقولون كذلك، أن المقابر هي المكان الوحيد الذي قد يجعل بني ادم يفكر أنه مهما علت درجته في الدنيا، و مهما وصل من الغنى الفاحش في الدنيا، سيكون له نفس النصيب الذي كان لملايير البشر عبر التاريخ، تحت الارض، و عادة ما يجد الانسان نفسه داخل المقبرة، ناسكا نادما متخوفا من عذاب القبر الذي قد يلحقه لمجرد عدم تبرئه من بوله، فما بالك بمن ينهبون الملايير من أموال الشعب من أجل شراء الفيلات و تشييد المصانع لأبنائهم حيث يستعبدون الانسان.

 

هذه العبر و المواعيظ من المستبعد أن تكون قد مرت و لو ليوم واحد في مخيلة القائمين على شؤون بلدية بوجدور، و الذين تقدموا في درجات التسيير الى أن حصلوا على أوسمة الفساد من درجة فارس، من حيث الطريقة التي يتم من خلالها تبرير مصاريف البلدية، و التي تجاوزت البنزين و الجير و العتاد و اطارات السيارات، الى من انتقلوا الى رحمة الله تعالى، و الذين قد يراقبون ما يدور فوق الارض في هذه الأثناء، و ليس باستطاعتهم للأسف الخروج من قبورهم ليتحدثوا الى الناس و يقولوا لهم: “لقد خان المجلس البلدي ثقتكم يا اهل بوجدور”.

 

حادث اليوم، أو “لقطة السنة” كما نود أن نسميها، هو ما خصصته البلدية المحترمة، من أموال، على الورق طبعا، في جزء داخل التقرير المالي أعطته عنوان “الصيانة و الاصلاح الاعتيادي للمقابر”، و ليت للميت حق العودة الى الدار الدنيا، كي نسأله عما اذا كانت البلدية، قد خصصت فعلا 100 ألف درهم، من أجل صيانة المقابر في بوجدور، و لماذا ننتظر الميت كي يشهد و بامكانكم يا أهل بوجدور، أن تتوجهوا الى مقابر المدينة كي تلقوا على حالها نظرة، و تتأكدوا مما اذا كان المجلس البلدي قد تكلف فعلا بصيانتها و اصلاحها بشكل اعتيادي، أم أنها تحولت الى مرتع للكلاب الضالة، و مشتل للأكياس البلاستيكية التي تنتهك حرمة الميت و تبقى وصمة عار على جبين المجلس….

 

و نتساءل كما يتساءل عدد من المتتبعين للشأن المحلي ببوجدور، عن نوعية الاصلاحات التي طالت هذه المقابر، و الجميع يعلم بأن من يرقد فيها، لو أتيحت له فرصة واحدة للعودة الى الحياة، لعاد و هو يحمل لافتة كتب عليها “رئيس المجلس البلدي ارحل”، بسبب الضرر الكبير الذي طال المقابر في غياب الاهتمام و في ظل الاهمال الذي تسبب فيه كثرة الحسابات، و الأشغال التي تقوم بها شركة كنزة هنا و هناك في مدينة التحدي، و لو أن البلدية تصون و تصلح المقبرة فعلا، أصبحت اليوم تبكي حالها بسبب الازبال و الروائح الكريهة التي انتشرت في كل أرجائها.

 

اليوم و قبل أي يوم مضى، أصبح المواطن في مدينة بوجدور، في أمس الحاجة الى التغيير الذي قد يعطي ثماره، بعدما ظل المجلس البلدي ساكنا لا يتحرك الا اذا تحركت كنزة في الدوار، و ان كنا نغار على مدينة التحدي، و نزيد مستقبلا أفضل لأبنائنا، فقد حان الوقت كي نثبت للجميع أننا “عقنا و فقنا” خلال الاستحقاقات القادمة، و التي سيسعى خلالها صاحبنا الى استرجاع مقعده أو على الأقل تتبيث أحد أبنائه فيه، حتى يضمن تقاعدين مريحين قد ينفعان في شيء ما… فهل سينتقل البوجدوريون الى المقابر كي يقفوا على حقيقة العشرة الملايين التي يدعي المجلس البلدي صرفها لصيانتها؟ أم أن الجميع سيبقى نائما في العسل بينما يأكل البعض الثوم بفمه؟؟؟؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى