عندما يشكل الاستقرار و الامن في المغرب عقدة لدى الخصوم

المحرر الرباط

 

من حق اي شخص أن يدافع عن بلده و أن يعمل على تلميع صورته لدى الراي العام الاجانبي، حتى و ان اقتدى الامر بأن يكذب و أن يضع موطنه في مكانة لم يصلها بعد، لكن عندما يتحول هذا الشخص من مدافع عن حلم الجزائريين بوطن مستقر و امن، الى مهاجم للمملكة المغربية لا لشيء سوى لأنها بلد استطاع أن يضمن لمواطنيه امنهم و سلامتهم، فان الامر يحتاج الى توضيح، و تعقيب خصوصا اذا ما تعلق الامر بوزير من المفروض أن يتحلى باللباقة و الديبلوماسية اثناء تصريحات يعطيها لوسائل الاعلام.

 

وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، و الذي من المفروض ان يكون اول مسؤول حكومي جزائري، يحترم منصبه قبل شخصه في الحديث عن مختلف دول العالم، اختار أن ينساق وراء “التشرميل” الذي تتحلى به المخابرات الجزائرية، فلم يتردد في توجيه اتهامات خطيرة للمملكة المغربية، اكد عبرها على أن المغاربة يعملون على تبييض اموال الحشيش، و على أن خطوطهم الجوية لا تنقل فقط المسافرين، في اشارة الى نقل المخدرات و ما الى ذلك من الاتهامات التي ألف الاشقاء توجيهها لوطننا كلما سمحت الفرصة بذلك…

 

المدقق في تصريحات سي مساهل، سيكتشف انه اقتصر بالحديث عن افريقيا فقط، و كأن الخطوط الملكية الجوية تحلق فقط فوق سماء الدول الافريقية، الشيء الذي يؤكد على أن ما تم تداوله بخصوص حالة الأزمة التي تسبب فيها انفتاح المغرب على محيطه القاري، صحيح مائة بالمائة، و على أن السياسة الملكية في التعامل مع القارة السمراء، و عودة المغرب الى كنف الاتحاد الاسمر، قد تسبب للاشقاء في مشاكل نفسية، و عقد لا نظن أنهم سيتجاوزونها طالما أن المغرب مستمر في التوغل داخل أدغال افريقيا.

 

عبد القادر مساهل، رفض وصف المغرب بأنه “المثال الذي يحتذي به في إفريقيا بالنظر لاستثماراته”، و الناس لا يكذبون الا على الموتى، الذين لا يتابعون كيف استطاع المغرب أن يقنع عشرات الشركات الضخمة بالاستثمار في مدنه، و ان نسي السيد الوزير الجزائري، لابأس أن نذكره برونو و سيمانس و بوجو و غيرهم من الشركات الصينية و الامريكية التي اكتفى مسؤولوها بزيارة سماء الجزائر اثناء عبورهم نحو المغرب، خوفا من الارهاب و عدم الاستقرار السائد في هذا البلد الذي تحكمه المافيات.

 

عقدة الجزائر من المملكة المغربية، لخصها وزيرها في الخارجية، في تصريحات يفندها واقع الحال، على الاقل لأن المغرب قد تفوق على الجزائر في المجال الامني بسنوات ضوئية، و الجميع يعلم [ان أصل الاستثمار و التطور مرتبط بالاستقرار و الامن، الذي يفتقده الجزائريون و هم في منازلهم، فبالاحرى التجول في شوارع عنابة بكل اريحية، كما يفعل السائحون في ساحة جامع الفنا.

زر الذهاب إلى الأعلى