خطاب العرش: ملك مناضل يوجه فوهة مدفعيته الثقيلة نحو اللوبي الفاسد

المحرر الرباط

 

في ظل ردود الفعل التي خلفها الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش المجيد، أكد عدد من النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، على أن ما تضمنه هذا الخطاب، لا يختلف عن الخطابات النضالية التي يتبناها رموز الكفاح عبر مختلف العصور، موضحين أن جلالة الملك قد لبس زي المواطن الغيور على وطنه و شعبه، و قرر تشخيص الوضع القائم بكل موضوعية و برؤية واقعية تعكس مايعيشه المواطنون في حياتهم اليومية.

 

و يظهر من خلال اللهجة التي تبناها جلالة الملك في خطابه، الحس النضالي للعاهل المغربي، و غيرته على مصالح المواطن، في وقت لم يكن أحد يتوقع أن يقوم هذا الاخير بالقاء خطاب تاريخي بهذه الطريقة البسيطة و الواقعية، و التي شخصت الداء و تضمنت عزما كبيرا على استئصاله من جذوره خدمة للشعب، و في مشهد يعكس مدى حرس جلالة الملك على التضحية بكل شيء في سبيل تنمية الوطن.

 

الملك و من خلال توجيهه لفوهة مدفعيته صوب المسؤولين المتخادلين و سياسيي الريع، أماط اللثام عن مجموعة من الامور التي ظلت غامضة في المشهد السياسي، و أعاد التأكيد على الانتماء الحزبي للملكية في المغرب، و كيف أن هذه المؤسسة السامية لا تؤمن بأي تيار سياسي أو منهج غير المصلحة العامة، و خدمة مستقبل المملكة في اطار حزب كبير يطلق عليه اسم “حزب الشعب المغربي العظيم”.

 

و بما لا يدع مجالا للشك، فان خطاب العرش، كان بمثابه انطلاقة لعهد جديد، يقطع على السياسيين الاقتصار على الظهور في فترة الانتخابات، و يحثهم على العمل بنزاهة أو ترك السياسة لمن يريد خدمة المواطن، و يضعهم على محك المتابعة، بعدما كان أغلبهم يعتقد أن بوصوله للمنصب السياسي المنشود قد حقق أهدافه الرامية الى ضمان غطاء سياسي و حصانة برلمانية تبعد عنه المراقبة.

 

توجيه الملك جزءا من خطابه للسياسيين، يعتبر انذارا للمتخادلين، و تشجيعا لمن يعمل بضمير و يمارس السياسة خدمة في الوطن، و من شأنه أن يجعل العديد من هؤلاء يراجعون حساباتهم، خوفا من المتابعة التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من أي منتخب أو مسؤول تهاون في أداء واجباته، أو ساهم في عرقلة مشروع لأتفه الاسباب، اليوم و بعد خطاب العرش، لم يعد بامكان اي سياسي التحجج بالعراقيل أو بالاشخاص من أجل التنصل من مسؤولياته، و أصبحوا جميعا مرغمين على العمل أو الاستقالة.

زر الذهاب إلى الأعلى