بنكيرانيات العصر الجديد مع الملك محمد السادس

عادل قرموطي المحرر

 

من الاشياء المعروفة على الملك محمد السادس، هو أنه يحب أن تبقى جميع تحركاته في طي الكثمان، و حتى عندما يوزع اكراميات على المواطنين، أو عندما يتدخل لاعادة القانون نحو مجراه الطبيعي، يقولون أن الملك يفعل ذلك في خفاء، حيث يؤكد العديد من العارفين بهذه الامور، على أن شخصية الملك التي يغمرها التواضع و الخجل، تجعل منه انسان كثوما، و متحفظا رغم شخصيته القوية التي استطاع بفضلها أن يجابه العديد من المسؤولين الفاسدين منذ توليه العرش.

 

وفي ظل الحكومة التي تحمل المشعل اليوم، و ما يتخللها من شعبوية وصلت الى حد تناول وجبة “البيصارة” من طرف الوزراء و مشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد اخل عبد الاله بنكيران بخصوصيات القصر في أكثر من مناسبة، حيث أطلع الرأي العام بعفوية على مواقف وقعت بينه و بين الملك، كان من المفروض أن تبقى بينهما، ما جعل عددا من المواطنين يتداولون هذه الاخبار بطريقة أو بأخرى، و ما جعل الملك مؤخرا يغضب من هذه التصرفات التي صدرت عن بنكيران في أكثر من مناسبة.

 

و عندما يخرج الامين العام للحزب الحاكم، على بعض المقربين منه، بخبر يفيد بمعاملة حسنة عامله بها الملك، و كأنه يتباهى بقربه من الملك، و باحترام هذا الاخير له، فان ذلك يعتبر بمثابة ضرب في الشعارات التي ظل هو يرفعها منذ أن كان معارضا، خصوصا تلك المتعلقة بالمحيط الملكي، و ما كاله من اتهامات لفؤاد عالي الهمة و منير الماجيدي لمجرد تواجدهما بالقرب من الملك، حيث أن بنكيرانيات رئيس الحكومة مع الملك، و التي رواها بعظمة لسانه، يمكن تأويلها في مسار تباهي هذا الاخير بقربه من الملك، و هو ما تجاهله بوانو عندما كان يتحدث عن التحكم تحت قبة البرلمان، قاصدا بطريقة غير مباشرة بعض الاشخاص المقربين من القصر.

 

فما معنى أن يطلع عبد الاله بنكيران بتباهي الناس على معاملة حسنة عامله بها الملك، و هو ينتمي لحزب ظل منذ تاسيسه ينتقد الاكراميات التي كان الملك يكرم بها المواطنين و يصفها باقتصاد الريع، و هل يحاول عبد الاله بنكيران مجابهة أعدائه في محيط القصر بتلك الطريقة التي يخبرهم من خلالها أنه مقرب بدوره من الملك؟ أم أن الامر لا يتجاوز الشعبوية المعهودة في وزراء العدالة و التنمية؟

زر الذهاب إلى الأعلى