“البطيـخ” ونرفـزة والـي الأمـن

المحرر

منعهم الأمن من الوقوف أمام مقر الفرقة الوطنية وتشاجروا مع “الشباب الملكي” وتخاصموا بمقر اليسار الاشتراكي

في أقل من خمس ساعات، حلق داعمون لاحتجاجات الحسيمة، مساء الثلاثاء الماضي، بين ثلاثة فضاءات بالبيضاء، فقد شدوا الرحال إلى مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ومنعوا، وتحلقوا في ساحة الماريشال ثم تشاجروا، واجتمعوا في مقر حزب اليسار الاشتراكي الموحد فتخاصموا.

ابتدأت الرحلة الأولى في الساعة التاسعة والنصف حين دعا  نشطاء، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إلى تنظيم وقفة تضامنية مع معتقلي أحداث الحسيمة، وحددوا مكانها أمام مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وحين حل بعضهم لاحظوا أن المنطقة تشهد حصارا أمنيا في كل الأزقة والطرقات، بل تم منع المارة من المرور، كما انتشر رجال الاستعلامات والأمن في الدروب والمقاهي يرصدون حركات القادمين، قبل أن يتدخل والي أمن المدينة، في نرفزة واضحة، لطرد الصحافيين بحواجز أمنية يمنع الاقتراب منها.

أمام  المنع الحاسم، توجهت مجموعات المحتجين إلى ساحة ماريشال، وصدحت حناجر عشرات منهم بشعارات تطالب بالافراج عن معتقلي أحداث الحسيمة، وهتفوا أحيانا ب” كلنا الزفزافي… سلمية سلمية لا حجرة لاجنوية…”.

أغلب المحتجين من أحزاب يسارية وأشخاص يلتحفون بالعلم الأمازيغي، ثم تزايد حماسهم أمام أضواء الكاميرات وفيديوهات الهواتف المحمولة، تحت المراقبة الأمنية اللصيقة، ثم فجأة اختل التوازن، فقد حل آخرون ينتمون إلى “الشباب الملكي”، حاملين العلم الوطني، مقتحمين “الحلقة”، ومرددين شعارات “عاش الملك”، فانتفض الطرف الآخر، وعلا الصراخ والملاسنات، ومحاولة كل طرف السيطرة على الساحة.

 كادت الأمور تنفلت، فتدخل رجال الأمن من جديد للفصل بين الفئتين، فظل كل طرف يردد شعاراته، ويطلق التصريحات أمام كاميرات المواقع الإلكترونية،  دفاعا عن حقهم في التعبير وتنظيم حركات احتجاجية… واستمرت السهرة. في الرحلة الثالثة، توجه المحتجون إلى مقر حزب اليسار الاشتراكي الموحد، بعد الإعلان عن لقاء من أجل تأسيس لجنة “دعم معتقلي الحراك”، وما إن جلس الداعمون حتى تعاركوا، فقد تباينت مواقفهم من الدعم، فهناك من يتشبث بالمطالب الاجتماعية، وآخرون بتسييسها وتعميمها على جميع المدن، وفريق ثالث يمنح الأولوية لجمع التبرعات المالية لأقارب المعتقلين، ورابع يدعو إلى إصدار بلاغ فوري ضد ما أسماه “تدخل الأمن العنيف لتفريق متظاهرين في مدن أخرى، وتعريض مناضلين كانوا يرغبون في المشاركة في الوقفة إلى التعنيف والسب من قبل الأمن بالبيضاء”. سادت الفوضى قاعة الحزب، وعاد الصراخ من جديد والاتهامات حين كشف أحدهم وجود “لقوالب” في تأسيس اللجنة، معلنا  انسحابه منها قبل تأسيسها أصلا، لأنها “مشبوهة”  تحاول أكل “البطيخ على حساب المناضلين الحقيقيين”.

عجز مسير اللقاء السيطرة على حماس المتدخلين، فبدأت الانسحابات تتوالى نتيجة الخلافات بين الأعضاء وأهدافهم، ثم انفض الجمع.

(الصباح)

زر الذهاب إلى الأعلى