الشرطة تفض بالقوة مظاهرة في الحسيمة .. وغموض بشأن مصير الزفزافي

المحرر

تدخلت الشرطة الليلة الماضية بقوة في الحسيمة، لمنع اي تظاهرة كبيرة دعما لناصر زفزافي الذي يتزعم حركة والحراك الشعبي التي تهز المنطقة منذ ستة اشهر، والمتواري عن الانظار بينما يبحث القضاء عنه.

وبعد نهار هادئ في أول ايام شهر رمضان، اندلعت صدامات ليل السبت الاحد بين الشرطة ومتظاهرين في المدينة.

وعلى وقع هتاف يحيا الريف وكلنا زفزافي حاولت مجموعات من عشرات الشبان التجمع والتوجه الى وسط المدينة.وافاد مراسلون ان قوات مكافحة الشغب تدخلت على الفور لتفريقهم مستخدمة الهراوات.

وبينما صرخ احد المتظاهرين لماذا تضربوننا كان غالبية رفاقه يتراجعون ليختبئوا في الازقة بينما كان آخرون يرشقون عناصر الشرطة بالحجارة. 

واستمرت الحوادث حوالى ساعة وتوقفت بحلول منتصف ليل السبت الاحد لتصبح الشوارع شبه مقفرة من المارة وانتشرت فيها قوات مكافحة الشغب التي تركزت خصوصا في الساحة الكبرى للمدينة، الى جانب مجموعات صغيرة من الشبان في بعض الازقة المعتمة. 

وسجلت صدامات مماثلة في مدينة امزورن المجاورة حيث تدخلت قوات الأمن لتفريق التجمعات، كما يظهر في تسجيلات فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي. 

ويشهد اقليم الحسيمة ، تظاهرات منذ ان قتل في نهاية اكتوبر من العام الماضي بائع سمك سحقا داخل شاحنة نفايات.

وبمرور الوقت اتخذت الحركة الاحتجاجية التي يقوم بها ناشطون محليون بعدا اجتماعيا وسياسيا مع المطالبة بتنمية منطقة الريف  المهمشة في رأيهم. 

وبات زفزافي منذ مساء الجمعة الماضي مطلوبا رسميا من قوات الامن وذلك بسبب تهجمه على إمام مسجد اثناء القائه خطبة الجمعة.

وقال احمد توفيق وزير الشؤون الاسلامية  إن زفزافياثار البلبلة اثناء الصلاة وأهان خطيب مسجد محمد الخامس، مشددا على ان ما قام به صباح اليوم هو عمل غير مسبوق () انها جريمة خطيرة

وقالتالجمعية المغربية لحقوق الانسان إن اصرار الامام على تعبئة المصلين ضد التظاهرات هو الذي اثار غضب ناشطي الحراك الحاضرين وخصوصا ناصر الزفزافي الذي رأى انه مستهدف بشكل مباشر بهذه الخطبة.

وتمكن الزفزافي من الافلات من الشرطة وهو فار حاليا. وفي آخر تسجيل فيديو نشره الجمعة، دعا الى المحافظة على الطابع السلمي للمسيرات

وكانت صدامات اولى وقعت ليل الجمعة السبت واسفرت عن اصابة ثلاثة من افراد الشرطة بجروح خطيرة، بينما انتشرت قوات حفظ النظام بالزي العسكري واللباس المدني باعداد كبيرة في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 56 الف نسمة. 

واعلن النائب العام في المدينة ان عشرين شخصا بينهم عدد من الناشطين المعروفين في الحراك أعتقلوا .

وأضاف أنهم متهمونبتهديد الأمن الداخلي والحصول على تحويلات مالية ودعم لوجستي للقيام بأنشطة دعائية لتقويض وحدة الأراضي المغربيةوقالت الجمعية المغربية لحقوق الانسان إن 28 شخصا على الاقل اوقفوا في الساعات48 الاخيرة، بينهم محمد جلول الناشط الذي افرج عنه أخيراً، وعدد من الناشطين المعروفين في الحركة الاحتجاجية الذين ينشرون الوقائع اليومية لنشاطاتالحراك على شبكات التواصل الاجتماعي.

وطالبت الجمعية الحقوقية الحكومية بالافراج عنهم  مؤكدة انالقمع لن يكون حلاوتسعى الحكومة إلى احتواء الاستياء.

وبادرت الى عدد من الاعلانات المتعلقة بتنمية اقتصاد المنطقة، وأوفدت وفودا وزارية في الاشهر الستة الاخيرة، لكنها عجزت عن تهدئة الاحتجاجات. وأعادت في الاسابيع الاخيرة إطلاق  سلسلة من المشاريع التنموية للمنطقة معتبرة انها اولوية استراتيجية، واكدت انهاتشجع ثقافة الحوار.

(وكالة الصحافة الفرنسية)

زر الذهاب إلى الأعلى