رواندا قاطرة المغرب نحو الأفارقة الأنكلوساكسونيين

 

 

المحررعن الأيام24

 

قال محمد بودن، المحلل السياسي، إن الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس الرواندي، بول كاغامي، للمغرب، تهدف إلى تطوير العلاقات المغربية – الرواندية، والتي بمثابة كسر “للحصار” المفروض على المغرب في إفريقيا الانجلوساكسونية شرقا وجنوبا.
واعتبر في تصريح لـ”الأيام24″، أن هذه الزيارة الرسمية هي كذلك إشارة واضحة على الإلمام المتزايد لدول افريقيا بدور المغرب وتضحياته التاريخية مع الشعوب الإفريقية، وتعاونه وتضامنه معها حاضرا في إطار التعاون جنوب _ جنوب. كما أن الرباط وكيغالي نقطتان مرجعيتان في دوائر تحركهما ومحيطهما الإقليمي، ولهما نصيب وافر من القوة الناعمة والجذب الاقتصادي والسياسي.
وأضاف أن المغرب سيكون بإمكانه الاعتماد على علاقاته برواندا كصديق جديد، إلى جانب دول من منطقتي وسط وغرب افريقيا سواء في القمم الإفريقية، أو في إقناع دول افريقية أخرى بتفهم مصالح المغرب الإستراتيجية، بحيث ينتظر أن تحتضن رواندا القمة 27 للاتحاد الإفريقي في يوليوز 2016.
وفيما يخص الشق الاقتصادي لرواندا، أكد بودن، أن هذه الدولة الإفريقية، في حاجة لشريك مثل المغرب لتسويق صورتها النامية، حيث أن -المغرب- بإمكانه ولوج سوق بلد الألف تل، والاستفادة من الدور الرواندي المؤثر في منطقة منطقة الكوميسا ( السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا )، وكذلك في منطقة بحيرة فيكتوريا، باعتبار المغرب ثاني مستثمر افريقي في إفريقيا.
واعتبر في هذا الصدد، أن رواندا تتقاسم مع المغرب صفة ” الاستثناء ” و التواجد في محيط اقليمي مضطرب. فرواندا لها عناصر الاستقرار السياسي كذلك، والنموذج الاقتصادي الذي أسس للدولة المقاولة في رواندا، وهذا ما يوفر نسبة نمو تصل ل 7 في المئة، فضلا عن تجربتها الرائدة في العدالة الإنتقالية (التعويضية) بين قبيلتي “التوتسي” و”الهوتو”، مع الإشارة إلى أن هذا البلد هو أول بلد في العالم على مستوى تحقق “المناصفة وأكثر “عبر وصول التمثيلية النسوية في البرلمان إلى نسبة 60%.
وفي ما يخص النتائج المرتقبة عن هذه الزيارة الرسمية بول كاغامي، أكد المحلل السياسي أن العلاقات المغربية-الرواندية ستصبح علاقة متطورة مطبوعة بالتفهم المتبادل لقضايا كل منهما على المستويين الوطني والدولي، ومن بينها الموقف المريح لرواندا بشأن قضية الصحراء، فضلا عن التقدير الكبير بين قائدي البلدين، وهذا ما ظهر في الاستقبال الملكي الرسمي للرئيس الرواندي، بحيث أن مثل هاته الاستقبالات لا تقام إلا على شرف ضيوف كبار للمغرب، كما أن قيام الرئيس الرواندي شخصيا بتقديم الوفد المرافق له للسلام على جلالة الملك دون حاجة لمكلف بمهمة بروتوكول تقديم الوفد يعكس صورة التقدير الكبير الذي يكنه الرئيس بول كغامي للملك محمد السادس.
وأشار في ختام تحليله، إلى أن زيارة الرئيس الرواندي للمغرب تعني أن الجغرافيا السياسية لتحرك المغرب في إفريقيا متنوعة وغير مرتكزة على الدوائر التقليدية في إدارة العلاقات الخارجية، لكنه لا يقوم بتبديل دائرة بدائرة أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى