هل سنحتاج في كل مرة الى التدخل الملكي لاصلاح ما يفسده “الشبيطة”

المحرر الرباط

 

“الشبيطة” على وزن الشبيحة في سوريا، هو المصطلح الوحيد الذي نجده مناسبا لأعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، في وقت لم يعد كبيرهم الذي تعلم منهم السحر “لأن فاقد الشيء لا يعطيه”، يميز بين ما هو حزبي و ما هو سياسي، و ما من شأنه أن يفسد علاقات المغرب مع دول الجوار، بعدما أطلق العنان للسانه، محاولا اعادة سلسلة “قشبال و زروال”، التي ادى دور البطولة فيها مع عبد الاله بنكيران، “اعادتها” مع الجمهورية الموريتانية، بعدما اختار الدخول في سياسة الاخد و الرد عبر البيانات، مع الحزب الحاكم في هذا البلد، متجاهلا ما يمكن ان يترتب عن ذلك من عواقب قد لا تأتي في صالح المملكة.

 

و رغم أن الملك تدخل شخصيا من اجل احتواء الاوضاع، و امتصاص غضب الحزب الحاكم في الجارة الجنوبية للمملكة، الا أن “الشبيطة” يتمسكون برايهم، و يصرون على جر المملكة الى طريق مجهول، عبر عناد لا يسمن ولا يغني من جوع، و كأنهم في صراع مع حزب يؤثت المشهد السياسي المغربي، متجاهلين أن موريتانيا و حزبها الحاكم، يلعبان دورا مهما في قضية الصحراء، و اي تصرف طائش حتى و ان صدر عن “سيكليس”، من شأن الخصوم أن يستغلونه لصالحهم، فتفتح على المغرب جبهة أخرى، هو اساسا في غنى عنها، بل و أن الشبيطة كان بامكانهم تجاوزها، لو أنهم ترفعوا عن الاجابة على بيان الحزب الحاكم في موريتانيا و اعترفوا بخطئ كبيرهم.

 

ما يقع اليوم داخل حزب الاستقلال من فضائح، قد يعتبرها الكثيرون مسالة جد عادية، في ظل قيادة شخص “لا زين لا مجي بكري” لهياكله، الجميع يعلم أن شخصيته تتمتع بالعدوانية، و لا يؤمن الا بالبلطجة التي لم يخفيها حتى تحت قبة البرلمان عندما لكم احد برلمانيي فاس في وقت سابق، لكن ما لا يمكن السكوت عنه، هو عندما يخرج أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، ببيان، يؤكدون من خلاله على أن كبيرهم، على المام بالقضية الوطنية، ثم يعودون لممارسة البلطجة، من خلال مهاجمة وزارة الخارجية، التي يعلم الجميع أنها وزارة سيادية، يحرس على سياستها الملك محمد السادس شخصيا.

 

نظن أن حميد شباط و من معه، قد تمادوا لاقصى درجة من الانحطاط، كما نتابع بأن هؤلاء لم يعد بامكانهم التمييز بين ما هو سياسي و ما هو ديبلوماسي يستوجب أخد الحيطة و الحدر قبل الخوض فيه، لكننا نتساءل في نفس الوقت، عما اذا كنا سنحتاج في كل مرة الى التدخل الملكي لاصلاح ما يفسده “الشبيطة”، و هم نفس الاشخاص الذين لم يتحصل أغلبهم على ثقة الشعب، بعدما رسبوا في امتحان اخر انتخابات أجراها المغرب، و من هنا نتساءل كذلك عن الصفة التي يتحدث بها هؤلاء عن القضية الوطنية، في وقت لم يضع الشعب فيهم ثقته لتمثيله في البرلمان.

زر الذهاب إلى الأعلى