لماذا صمتت لجنة مجاهد امام ادعاءات “إيل إنديبانديينتي” الإسبانية

المحرر الرباط

لم يتردد يونس مجاهد، رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة، في مراسلة مجلس أخلاقيات الصحافة والوساطة بفرنسا. عبر شكاية واجه من خلالها جريدتي “شارلي إيبدو” و”ليبيراسيون”، بسبب الانحياز الذي شملته تغطيتهما لأحداث الزلزال الذي ضرب المغرب يوم 08 شتمبر من السنة الماضية.

عاد المجلس بخفي حنين، بعد لجوئه الى مجلس أخلاقيات الصحافة والوساطة بفرنسا، لكن بادرته تستحق الاحترام، رغم انها تدخل في اطار القضية العادلة التي يترافع فيها محامي فاشل، حيث من الطبيعي أن يخسرها المشتكي الذي لم يستطع حتى تشكيل مجلس منتخب وفقا للقانون، و يسعى الى الدفاع عن نفسه بلجنة معينة من طرف الحكومة.

انتظرنا مدة قبل نشر هذا المقال، حيث كنا ننتظر أن يراسل المجلس، المصالح المختصة باسبانيا، لاجل  تقديم شكاية ب”إيل إنديبانديينتي”، التي نشرت تقريرا ذات أحد،  هاجمت من خلاله “قطاع السجون” و حاولت الضرب في صورة بلادنا بطريقة تخدم اطروحة البوليساريو، و تسوق لرواياتها المتعلقة بالسجناء الموالين لها بالمغرب.

لم تصدر اية ردة فعل عن المجلس اياه، الذي يتشدق بالدفاع عن رموز الوطن و مؤسساته و صحافييه، و لم نقرأ له خبرا، يعلق من خلاله على تقرير الجريدة الناطقة باللغة الاسبانية التي يتقنها يونس مجاهد، بل و سبق له ان مارس المهنة عبر عندما كان مراسلا لعدد من جرائد جارتنا الشمالية قبل أن يتقاعد بتعويضات سمينة و يتفرغ للدفاع عن حقوق الصحافيين المهضومة.

هذا السكوت الغير مفهوم للجنة المؤقتة،  يمكن ان تكون له عدة قراءات، خصوصا و أن رئيسها تربطه علاقات بالاعلام الاسباني، و لديه دراية بالخارطة الاعلامية الاسبانية، كما أن اثارة موضوع السجون من طرف الصحافة الاسبانية في هذا الوقت الذي يترأس فيه المغرب مجلس حقوق الإنسان، ليس بريئا و يدخل في اطار التطاول على مقدسات الوطن و مؤسساته.

قد يكون مجاهد محرجا في مواجهة الصحافة التي كان ينتمي لها قبل سنوات، كما قد يكون لسكوته علاقة باستيعاب درس مراسلة مجلس أخلاقيات الصحافة والوساطة بفرنسا، عبر لجنة اثارت قانونيتها العديد من علامات الاستفهام، و حتى الصحافة التي من المفروض أن تعقب على الجريدة الاسبانية، “طحنها” مجاهد وهي اليوم تحتاج لمدة كي تستعيد عافيتها.

لقد صمتت لجنة مجاهد حيال مانشرته الجريدة الاسبانية، بعدما راسلت مجلس أخلاقيات الصحافة والوساطة بفرنسا، في مواجهة جرائد فرنسية، و لعل ما نخشاه في هذه الحالة، هو أن يكون الدفاع عن الوطن قد تحول الى صراع يتجسد في سعي من استعمرنا بالامس الى التوغل داخل مؤسسات بلادنا.

زر الذهاب إلى الأعلى