هل يسعى يونس مجاهد الى ضم مجلس الصحافة لحزب الاتحاد الاشتراكي؟

المحرر الرباط

يتضح جليا أن ما قامت به اللجنة المؤقتة داخل المجلس الوطني للصحافة من خروقات و تجاوزات طالت مهنيين امضوا سنوات من الممارسة داخل قطاع الصحافة، هو بمثابة مؤشر يؤكد على غياب الدولة عن ممارسة مهامها في قطاع جد مهم بات يشكل فريسة بين مخالب السياسيين.

يونس مجاهد، الذي لا يمتلك من الانجازات سوى سنوات من السجن امضاها بسبب افكار انقلابية تحلى عنها قبل أن يكمل عقوبته، بات يجسد مثالا لالياس العماري دال قطاع الصحافة، في وقت يتساءل فيه العشرات من المهنيين عن الجهات التي يستمد منها الرجل قوته، و ما يمتلكه من مؤهلات تجعله يخيف حتى الدولة التي مددت له و وفرت له جميع الامكانيات كي يسود و يحكم لفترة اطول.

نتذكر جيدا، كيف كانت قوة الياس العماري و هو على رأس حزب الاصالة و المعاصرة، و لا يسعنا الا أن نقارن قوته انذاك بجرأة يونس مجاهد، الذي ربما قد يتجاوزه لأن التأريخ لم يسجل أن العماري قد عدل قانونا صوت عليه نواب الامة، و رغم ما كان لديه من نفوذ، لم يسبق له أن تسبب لرجال اعلام في الاذى، حتى أولئك الذين انتقدوه.

ان سكوت الجهات التي من المفروض ان تسهر على حماية الامن القومي لبلادنا، على استمرار يونس مجاهد و معه عبد الله البقالي داخل المجلس الوطني للصحافة، و خارج إطار القوانين المنظمة لهاته المؤسسة، قد يتسبب للمغرب في مشاكل لن تظهر الا بعد حين، خصوصا و أن واقع الحال يؤكد على أن ما تعيشه الصحافة في الحاضر، لم تعشه ابّان سنوات الجمر و الرصاص.

مئات المهنيين يؤكدون على أن السرطان الذي فتك بجسم حزب المهدي بنبركة، قد انتقل عبر يونس مجاهد الى الجسم الصحافي، لدرجة أن الرجل قد استقدم محررا من جريدة تابعة لحزبه و وظفه داخل المجلس، و وفر بذلك على ادريس لشكر دفع راتب صحافي لازال يقدم خدماته للجريدة اياها و ينشر مقالات في ساعات العمل و من حاسوب المجلس.

يونس مجاهد، استنسخ خطة رؤساء الجماعات الاتحاديين، الذين يطالبون بالتشطيب على الناخبين الموالين لخصومهم من الدوائر الانتخابية، و يحاول ان يطبقها داخل قطاع الاعلام، و استغل ما يعتقد انها اختصاصاته لتصفية المهنيين و كل من قال اللهم ان هذا منكر حيال ما يقوم به رفقة حليفه التقليدي عبد الله البقالي، الذي ينخرط في تسيير مؤسسة عمومية بعقلية نقابية.

ربما يعتقد مجاهد، أن وصوله الى رئاسة المجلس بالركوب على ظهر الاستاذ حميد ساعدني، قد جعل منه الاها للصحافة عند المغاربة، و هو ما يظهر بالفعل، عندما يخول لنفسه اجراءات من اختصاصات الصندوق الوطني للضمان الأجتماعي و مديرية الضرائب و النيابة العامة، بل و يفرض على جرائد دفع اكثر من مداخيلها للصحافيين كأجور.

نعم، يونس مجاهد، يعتقد انه الاه للصحافة عند المغاربة، فهو الذي اراد ان يقطع ارزاق الصحافيين و أن يشمع جرائد عاشت لسنوات رغم مشاكلها التي لا تعد ولا تحصى، و من جهة أخرى فهو يمنح البطائق للعشيرة و القبيلة و من جاؤوا بوساطة النقابية التي تسعى بدورها الى الحاق المعهد العالي للاعلام بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و بدكتوراه ما انزل الله بها من سلطان.

و إذا كانت الدولة تدعم الصحافة و تدفع اموالا طائلة لتحسين اوضاعها، فإنها بذلك تخدم حزبا مفلسا، يتقوى باموالها عبر المجلس و النقابة و. المعهد العالي، و يخلق احتقانا غبر مسبوق بسبب منهجيته المنسوخة من عمله السياسي داخل قطاع بات يعيش فوق صفيح ساخن.

زر الذهاب إلى الأعلى