ضغوط مكثفة من الإدارة الأمريكية على الجزائر من أجل تطبيع العلاقات مع المغرب

تضاعف إدارة جو بايدن في واشنطن الضغوط على الحكومة الجزائرية لإقناعها بالعودة إلى “تطبيع” العلاقات السياسية والدبلوماسية مع المغرب.

وأدت العلاقات المقطوعة من طرف واحد من قبل الجزائر منذ 2021 إلى إدخال البلدين في مرحلة من التوترات والأعمال العدائية غير المسبوقة.

وبحسب مصادر دبلوماسية تواصل معها موقع مغرب أنتلجنس الذي أورد الخبر، فقد أطلقت السلطات الأمريكية منذ عدة أشهر مبادرة تتمثل في مد جسور التبادل والمفاوضات بين الجزائر والمغرب بهدف تحقيق التهدئة الدبلوماسية.
وبهدف تعزيز خريطة الطريق هذه الرامية إلى المصالحة بين الجزائر والمغرب، تأتي زيارة نائب وكيل وزارة الخارجية الأمريكية، جوشوا هاريس، الذي وصل أمس الأربعاء 6 دجنبر، إلى الجزائر في زيارة تركزت على قضية الصحراء المغربية، حسبما أعلنت الخارجية الأمريكية في بلاغ صحفي.

لكن، بحسب مصادر مغرب أنتلجنس، فإن المحور الأهم للمباحثات التي جمعت نائب أنتوني بلينكن مع القادة الجزائريين لن يتعلق بقضية الصحراء بالمعنى الدقيق للكلمة. وتؤكد مصادر الموقع المذكور أن الأمر سيكون سؤالا للدبلوماسية الأمريكية لإقناع النظام الجزائري بمراجعة موقفه والكف عن استغلال مسألة الصحراء كسبب لتبرير السياسة العدوانية والعدائية تجاه المغرب.
وبحسب ذات المصادر فقد قدمت واشنطن للجزائر ضمانات جادة وتأكيدات راسخة بشأن ضرورة حماية الأمن الوطني الجزائري. ووعد الأمريكيون القادة الجزائريين بأنهم لن يتسامحوا مع قيام التحالف بين المغرب وإسرائيل أو الإمارات العربية المتحدة بمناورات يمكن أن تهدد الأمن القومي في الجزائر. وبذلك وعدت واشنطن الجزائر بعدم ارتكاب أي اعتداء على أمن الجزائر أو سلامتها الإقليمية من قبل المغرب أو إسرائيل أو أي دولة أخرى قريبة من المصالح الأمريكية في المنطقة. وهكذا تريد واشنطن ضمان نظام استقرار إقليمي يضمن السلام في الجزائر كما في المغرب.

وفي مقابل هذه الضمانات والتطمينات الأمريكية، تضغط واشنطن على الجزائر من أجل وضع الطبيعة الراديكالية لسياستها المناهضة للمغرب جانبا والقبول بمبدأ العودة التدريجية إلى علاقات ثنائية سلمية إلى حد ما مع ترك قضية “الصحراء” فقط في أيدي منظمات الأمم المتحدة لإيجاد حل لهذه القضية.

وتؤكد مصادر مغرب أنتلجنس أن الولايات المتحدة تولي اهتماما استراتيجيا لجهود الوساطة التي تقوم بها بين الجزائر والرباط، لأن الإدارة الأمريكية تخشى من تأثير التصاعد الخطير في التوترات بين المغرب والجزائر على استقرار كل حوض البحر الأبيض المتوسط. وتخشى واشنطن من أن تؤدي أزمة كبيرة في منطقة المغرب العربي إلى توسيع نفوذ روسيا أو الصين على أبواب أوروبا، منطقة النفوذ الاستراتيجي للولايات المتحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى