القبايل في الشمال والأزواد والطوارق في الجنوب..الجزائر تتجه نحو التفكك!!

ف.الم

تعود الأزمة العميقة التي يواجهها النظام الجزائري اليوم إلى انهيار النظام الشيوعي في أوروبا الشرقية في الثمانينيات، والذي كان له تأثير مدمر على الجزائر، التي كانت موالية للكتلة الشرقية، حيث أدى انهيار الأنظمة الشيوعية إلى فراغ سياسي واقتصادي غير مسبوق، ولم تتمكن الجزائر من الاستجابة لهذه التغييرات التي تلت هذا الإنهيار بطريقة متسقة.

واليوم، تبدو الجزائر، التي تأسست في عام 1962 بعد استقلالها عن فرنسا، مهددة بالتفكك، مثلما حدث ليوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا فيتسعينات القرن الماضي.

وتواجه الجزائر حاليًا أزمة اقتصادية حادة، بسبب سوء الإدارة والقرارات السياسية غير المسؤولة من قبل الحكومة العسكرية. ونتيجة لذلك، تقف الجزائر عند مفترق طرق تاريخي، حيث يتعين عليها اتخاذ قرارات حاسمة للرد على المطالب المتزايدة بالانفصال من مناطق مختلفة من البلاد: دولة أمازيغية في الشمال ودولة أخرى في الجنوب.

مطالبة منطقة القبائل بالحكم الذاتي

وفي الشمال، تطالب حركات انفصالية في منطقة القبائل باستقلال كامل، وفي الجنوب، تشهد المنطقة الصحراوية اشتباكات متقطعة بين الجيش الجزائري ومجموعات متمردة، مما أدى إلى إحياء التطلعات الانفصالية لدى بعض المجتمعات.

ومنذ سنوات تطالب منطقة القبائل، التي تقع في شمال الجزائر وسكانها من أصل أمازيغي، بالحكم الذاتي، بل وإنشاء دولة أمازيغية مستقلة.

ويواجه النشطاء الأمازيغ بمنطقة القبايل الذين يدافعون عن حقوقهم الثقافية ولغتهم الأمازيغية، بالإضافة إلى الحقوق السياسية والحكم الذاتي، بالقمع والإعتقالات والملاحقات القضائية من قبل النظام العسكري، كما تواجه وسائل الإعلام الأمازيغية المستقلة أو التي تتناول القضايا الأمازيغية أيضًا قيودًا وفرضًا للرقابة وقمعا من قبل أجهزة الأمن.

وقال الرئيس فرحات مهني، رئيس الحكومة الأمازيغية في المنفى وزعيم حركة استقلال القبائل (MAK)، والتي تدعو إلى استقلال القبائل وإدراجها في قائمة الأراضي غير المتمتعة بالحكم الذاتي التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، في خطاب ألقاه في اجتماع للأمم المتحدة حول حقوق الإنسان: “إن شعب القبائل على وشك إكمال مرحلة مهمة من مسيرته نحو استعادة حريته التي سلبت منه في 24 يونيو 1857 في معركة إيشيريدن. والآن، فهو مصمم على استعادة ما تم انتزاعه منه بالقوة بالوسائل السلمية. لن تتمكن السجون ولا الحرب الإبادة الجماعية التي تشنها الجنرالات الجزائريون ضد أمة القبائل من إنقاذ هيمنتهم الاستعمارية على القبائل”.

صراعات قبلية في الجنوب

وكما هو الحال في الشمال الجزائري، فالجنوب كذلك عادة ما يعرف اشتباكات مسلحة، وهذا راجع بالأساس إلى التنوع العرقي والقبيلي الكبير الذي تعرفه المنطقة، حيث يعيش العرب والطوارق.

وفي بعض أجزاء جنوب الجزائر، ازدهرت مجموعات إجرامية وتجار المخدرات والإتجار بالبشر، تحت حماية ضباط جزائريين، من خلال استغلال مساحات شاسعة من الأراضي في الصحراء، وأدى هذا إلى صراعات مع السكان المحليين ومجموعات أخرى، مثل حركات تحرير واستقلال الجنوب.

وبالإضافة إلى ذلك تؤكد هذه المجموعات القبلية في الجنوب الجزائري أنها لا تستفيد بشكل عادل من موارد البلاد الكثيرة مقارنة مع باقي سكان البلاد في مناطق الشمال، وقد أدى هذا إلى حدوث اشتباكات بين السكان المحليين الغاضبين و قوات الأمن الجزائرية.

احتضان مليشيات البوليساريو في الغرب

إن واقع الغرب الجزائري ليس بأحسن حال كما هو الشأن بالنسبة للشمال والجنوب، فهو يحتضن شرذمة البوليساريو التي يدعمها نظام الكابرانات وتحتضنها في تندوف.

فالجزائر تخسر الكثير من الثروات الطائلة لأجل جبهة البوليساريو على حساب الجزائريين، وهذا الأمر، عادة ما يخلف ردود فعل رافضة من قبل فئة قليلة من الشعب الجزائري التي ترى أنها أولى بالثروات والمساعدات التي يحضى بها الإنفصالييون.

وفي الوقت الحالي، مع تراكم عقود من الإحباط والقمع لسكان هذه المناطق، يواجه النظام الجزائري تحالفًا بين حركات جنوب الجزائر وحركات أزواد في شمال مالي، مما يهدد وحدة الجزائر، ويجعلها عرضة للتفكك والإنهيار، وظهور دولة في الشمال وأخرى في الجنوب.

زر الذهاب إلى الأعلى