ما وقع لموقع بديل بمدينة سلا: الم يحن الوقت للاهتمام بفئة “المقدمين”

المحرر الرباط

ما وقع للزميل العامل بموقع بديل، اعاد الى الاذهان فترة الحجر الصحي بسبب وباء كورونا، و ما تخللها من تصرفات مماثلة ارتكبها بالخصوص اعوان السلطة، و في بعض الاحيان قواد، في مشاهد عكست الشطط في استعمال السلطة، و اكدت على ان فئة المقدمين تحتاج فعلا الى رعاية خاصة تواكب توظيفهم.

لا يمكن لاي كان ان ينكر الدور الكبير الذي يلعبه المقدم، في العديد من المجالات، و خصوصا على المستوى الاستعلاماتي، بل و ان من بين هؤلاء من كان له الفضل في تفكيك خلايا ارهابية، لكن هذا لا يمنع من المطالبة بضرورة اعادة النظر في طريقة توظيف المقدمين، و اخضعاهم لتكوين قانوني على الاقل من اجل اطلاعهم على مهامهم كما يسيطرها القانون.

منع صحافي من التصوير ليس من اختصاص المقدم، و الذي لا يحق له حتى المطالبة برخصة التصوير، لان دوره في مثل هاته الحالات يقتصر على اخبار رئيسه في العمل بالمستجد، و تنفيذ التعليمات التي لا يمكن ان تتجاوز القانون باي حال من الاحوال، و هنا يكمن الخلل عند العديد من اعوان السلطة الذين لا يميزون بين مهامهم كعناصر استعلامات و مهام القائد الذي متعه القانون بالصفة الضبطية و اعطاه اختصاصات واسعة.

ان الصرح الديموقراطي الذي استطاعت بلادنا وضع لبناته الاساسية، منذ تولي الملك محمد السادس العرش، يقتضي اخضاع المقدمين لتكوين قانوني قبل توظيفهم، على الاقل لاجل اطلاعهم على مهامهم في اطار القانون، ما سيمكنهم من معرفة حقوقهم و واجباتهم، و بالتالي ضبط مجموعة من السلوكات التي تصدر عن العديد من هؤلاء دون علمهم بمدى خطورتها.

ما تعرض له الصحافي بموقع بديل، يستدعي فعلا أن تعيد وزارة الداخلية التظر في مراحل توظيف المقدمين، و اخضاعهم لتكوين قبل الشروع في اداء مهامهم، و هي مناسبة للمطالبة بتحسين وضعياتهم المالية، و تمكينهم من اجرة محترمة تتلاءم و الدور المهم الذي يقومون به للحفاظ على المجتمع وفقا لتصورات الدولة.

زر الذهاب إلى الأعلى