تعديلات مدونة الاسرة: الخطوات التي لابد من اتخادها

المحرر الرباط

 

اذا كان المجتمع المغربي و العربي بشكل عام، يعطي للرجل الافضلية في كثير من المجالات على خساب المرأة، فلابد من الاعتراف بان جزءا كبيرا مما توارثناه عن اجدادنا قد أضر كثيرا بأمهاتنا و قبلهن جداتنا اللاتي ظلت تفتقرن لكثير من الحقوق التي اعزهن بها الاسلام.

بلاغ الديوان الملكي حول الاوامر السامية لجلالة الملك المتعلقة باجراء تعديلات على مستوى مدونة الاسرة، رافقه كثير من القيل و القال، في ظل الانتشار السريع للمعلومة حتى و لو كانت مجرد اشاعة بوسائط التواصل الاجتماعي، و لعل الكثير من الرجال مؤمنون بأن المرأة في مجتمعنا لازالت تحتاج الى مزيد من العناية، و هنا نتحدث عن الام و الاخت و فلذة الكبد.

أول ما يجب توضيحه هو أن ما يتم الترويج له من معطيات حول التعديلات المحتملة لا اساس له من الصحة، و هو ما يدعونا الى توخي الحدر من التعامل مع كل ما يتم نشره اذا ام يكن صادرا عن الجهات الرسمية، خصوصا و أن هناك تيارات رجعية تستخدم الاشاعة من اجل عرقلة اي اصلاح يتعلق بالمرأة، التي يراها الرجعيون مجرد الة يتن استغلالها و يمكن التخلص منها في اي وقت.

التعديلات التي سيتم وضعها على طاولة برلمانيي الامة، ستخدم الاخت و الام و الابنة، و ستساهم في تقدم بلادنا على المستوى الحقوقي، و عندما تعطي الامة للمرأة حقوقها يسهل عليها التقدم نحو مستقبل افضل، و هو ما اتبثه الماضي و الحاضر،  حيث ان اكثر الدول تقدما هي تلك التي تحضى فيها المرأة بمكانة لائقة بمربية الاجيال.

بلادنا وصلت درجة من التقدم لم يعد فيها من المعقول ان تبقى المرأة المغربية فيها بلا حقوق، خصوصا في ظل ما تعيشه من ظلم غالبا ما ينتج عن اختلافها مع الرجل، لكن في اطار ثوابت و عقائد الامة المغربية، و التي يعتبر الاسلام مرجعا لها، و قد سبق للملك أن اكد على ذلك في خطاب سابق، عندما قال للمغاربة انه لا يمكنه ان يحلل ما حرم الله أو ان يحرم ما حلله.

الاكيد ان الملك محمد السادس عازم على المضي قدما و الى ايعد مستوى في مسلسل التقدم و الاصلاح الذي انطلق منذ توليه العرش، و الذي لا يمكن ان يستثني المرأة التي كانت ولازالت حاضرة في مختلف المحطات التاريخية التي مرت منها بلادنا، لدرجة أنها قد حملت السلاح تحت راية جيش التحرير، و انتصرت للاسلام في محافل دولية، و هو ما يجعلنا فخورين بامهاتنا و اخواتنا و متمسكين بحقوقهم كاملة حتى لا يظل فرق بينهن و بين الرجال في شيء.

تعديل مدونة الاسرة لم يعد يحتمل التأخير تزامنا مع المرتبة التي وصلت اليها بلادنا على المستوى الدولي، و تمكين الزوجات من حقوقهن بات امرا ضروريا يستوجب تعبئة شاملة لمختلف القوى الحية لاجل تحسيس الرجل بأن بلادنا تكرم والدته و اخته و ابنته عكس ما يروج له من لازالوا يحتفظون باذمغتهم بين ارجلهم، و يظنون بأن حواء خلقت لاجل خدمة ادم و ليس لاجل مساندته على تحمل اعباء الحياة الدنيا.

زر الذهاب إلى الأعلى