زلزال الحوز: الدولة تضاعف الجهود و المواطنون متماسكون

المحرر الرباط

لم تتوقف ماكينة الدولة المغربية عن العمل منذ اول لحظة وقع فيها زلزال الحوز الذي تسبب في وفاة ما يزيد عن الف مواطن، و قد ضاعف حماة الوطن بمختلف تلاوينهم مجهوداتهم لانقاذ ما يمكن انقاذه و انتشال جثت الضحايا من تحت الانقاض.

بأوامر ملكية سامية، سخرت مختلف الاجهزة الامنية الى جانب وزارة الداخلية، جميع امكانياتها للتدخل و الانقاذ، حيث ابدى حماة الوطن عن كعب عالي في الوطنية و لم يترددوا للحظة في المخاطرة بحياتهم و هم يضاعفون الجهود بحثا عن احياء مفترضين تحت الانقاذ.

و تابع العالم كيف كان رجال الوقاية المدنية و القوات المساعدة و الدرك الملكي و الامن الوطني اضافة الى رجال السلطة و اعوانها، يلقون بانفسهم في الانقاض، و تحت ما تبقى من اسقف و هم يبحثون عن ما يمكنهم انقاذه، فيما لم يتردد حتى كبار الضباط و المسؤولين  في المشاركة في هاته العملية.

الصور التي تشاركها نشطاء الفايسبوك، عكست حقيقة العلاقة التي تجمع رجل الامن و السلطة بالمواطن، و أكدت للجميع على أن حماية الارواح و الممتلكات تبقى الاصل لدى رجال الدولة، و أنه وقت الشدة يتحول الجميع الى مواطنين ولا يبقى فرق بين الكبير و الصغير، ولا المواطن و الموظف، في مشهد فيه كثير من الوطنية و التضامن القومي.

مبادرة المديرية العامة للامن الوطني، التي ناشدت عناصرها التبرع بالدم لفائدة الضحايا، و مدى استجابة هؤلاء لنداء الحموشي، كفيلة بالتأكيد على حجم التقدم تلذي وصلت اليه هاته المؤسسة، و التغيير الذي طالها في اطار مفاهيم حقوق الانسان، هنا يمكن التأكيد على أن منهجية الامن في بلادنا بات يعتمد على مساعدة الموطن قبل زجره، و حماية حقه في الحياة اولا.

الحموشي لم يأمر عناصره بالتبرع بالدماء، و انما وجه اليهم طلبا و ترك لهم القرار بالاستجابة من عدمها، لكن استجابة الجميع لهذا الطلب المديري، بل و حتى المرضى من رجال الامن توجهوا مباشرة للتبرع بالدم، اماط اللثام عن الوعي الذي بات يسود في اوساط الوظيفة الشرطية، و مدى الانسجام الحاصل بين القاعدة و القيادة داخل المؤسسة الامنية.

اسود الوقاية المدنية و رغم قلة الموارد البشرية، فقد اكدوا للمغاربة عن مهنيتهم و استعدادهم للمخاطرة بالروح لاجل انقاذ ارواح المواطنين، و يكفي ما تداوله النشطاء من مقاطع فيديو و صور لهؤلاء و هم يخاطرون بانفسهم فوق الانقاذ الايلة للسقوط مرة اخرى، كي نرفع لهم القبعة، و نقف لهم وقفة احترام و تقدير، الى جانب افراد القوات المساعدة الذين كانوا يحفرون الاسقف الساقطة بايديهم و هم يشاركون في عمليات الانقاذ.

اسود الوطن في الجهاز العسكري، و كعادتهم كانوا في موعد الحدث، و تحركوا بشكل مباشر و سريع للمساهمة في تخفيف الاضرار، و مباشرة بعد الاوامر السامية لجلالة الملك، سخرت المؤسسة العسكرية جميع وسائلها و تجهيزاتها لصالح المواطن، و نظمت انزالا غير مسبوق لاطبائها و مهندسيها و أطرها لمساعدة باقي الاجهزة في التخفيف من اعباء هذه الكارثة.

من جهة أخرى، أبان المواطن المغربي عن علو كعبه في التعامل مع هكذا حوادث، حيث تابعنا كيف تكثل مئات المواطنين وراء حماة الوطن للمساعدة في جو يسوده التضامن و الاخوة، و تتصهر فيه جميع الاختلافات، ليتأكد للمواطن انه في الاول و في الاخير لن يبقى للارض سوى حماتها، أما دعاة الفتنة و المحرضين عليها، فقد تابعناهم و هم يفرون لانقاذ انفسهم، بل و حتى ان بعضهم لم يفكر حتى في انقاذ فلذات اكبادهم.

زر الذهاب إلى الأعلى