انتقاد جزائري لحضور الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي للقمة العربية بجدة

أثار حضور الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي للقمة العربية بجدة امتعاض الجزائر، التي وجهت رسائل غير مباشرة في هذا الصدد عبر وسائل إعلامها.

وكتبت 3 صحف جزائرية واسعة الانتشار بالبند العريض في صدر صفحتها الأولى التي ظهرت عليها صورة محمد بن سلمان، عناوين متشابهة تؤكد الرفض الجزائري لحضور الرئيس الأوكراني.

وأوردت صحيفة “الخبر” في المانشيت الرئيسي تساؤلا متبوعا بعلامة تعجب: “ماذا يفعل زيلنسكي في قمة العرب؟!”. وأبرزت في مقالها أن آخر المعلومات حول القمة العربية، تفيد بأن الرئيس الأوكراني فولودومير زيلنسكي سيحضر الجلسة الافتتاحية للقمة، وذلك بعد تلقيه دعوة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها، بأن “من شأن هذه الخطوة أن تلقي بظلالها على مجريات الاجتماعات، خاصة أنها أول مرة توجه فيها دعوة الحضور إلى رئيس دولة بعينها وليس إلى مسؤولين في منظمات إقليمية ودولية مثلما جرى عليه العرف الدبلوماسي في الدورات السابقة لمؤتمرات القمة العربية على مستوى القادة”.

وأبرزت استنادا لنفس المصادر، أنه لم يسبق لأي دولة عربية أن دعت شخصيات خارج الصفة التمثيلية المكتسبة في إطار المنظمات المعروفة، مثل منظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي وحركة دول عدم الانحياز والبرلمان العربي ومنظمة الأمم المتحدة.

وفي نفس السياق، وصفت صحيفة “ليكسبريسيون” الناطقة بالفرنسية، دعوة زيلينسكي في عنوانها بالتحول المذهل للأحداث قبل 24 ساعة من بدء قمة جدة. وقالت إن ما فعله بن سلمان يضرب في الصميم الموقف الحيادي للجامعة العربية من الصراع الأوكراني الروسي ومساعيها السابقة في الوساطة بين الطرفين، مذكرة بزيارة الوفد العربي الرفيع، العام الماضي لكل من موسكو وكييف، ولقائه بمسؤولي البلدين، بغرض دفع الطرفين للتفاوض.

وهاجمت صحيفة “لوسوار دالجيري” من جهتها محمد بن سلمان، بعنوان أكثر ضراوة، متهمة إياه بتحويل الجامعة العربية إلى ملكية خاصة. وتساءلت الصحيفة استنادا إلى مصادر دبلوماسية أيضا عن أهداف ولي العهد السعودي من هذه الخطوة، وما إذا كان يريد بعث رسالة إلى الغرب من أجل إرضائه لتجاوز جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في 2018.

واللافت أن التذكير بجريمة اغتيال خاشقجي ورد في كل المقالات على لسان المصادر الجزائرية، ما يشير فعلا إلى الغضب الشديد من قرار دعوة زيلينسكي.

وهذا التذمر الجزائري، سبقه توتر واضح في الأسابيع الأخيرة من جهود القيادة السعودية لاسترجاع النظام السوري لمقعده في الجامعة العربية دون المرور على الجزائر بوصفها الرئيس الحالي للقمة العربية، ناهيك عن أنها أول الدول التي طالبت منذ سنوات بعودة دمشق لوعائها العربي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى