أكادير: مافيات التهريب الدولي للمخدرات تنتعش “الجزء1”

المحرر من أكادير

 

بدأت مافيات التهريب الدولي للمخدرات تغير من استراتيجياتها بعدما شددت السلطات الامنية و الدركية الخناق على سواحل اقليم الجديدة، و تمكنت من اعتقال العقل المدبر لعمليات التهريب انطلاقا من الشريط الساحلي لدكالة، حيث تؤكد مصادرنا على أن عمليات التهريب هناك متوقفة بشكل تام، بينما يتحسس بعض المهربين و المسؤولين رؤوسهم و هم يتابعون التحقيق فيما تم تداوله على موقع الفايسبوك بخصوص عصابةالمدعو “ح”، و امتداداتها داخل الادارة العمومية.

و كلما شددت السلطات المغربية الخناق  على تهريب المخدرات، الا وزاد الطلب عليها من داخل اوروبا و بلدان افريقيا جنوب الصحراء، و هو ما يفتح شهية المهربين و يدفعهم الى البحث عن مناطق يسهل عبرها شحن بضائعهم بعيدا عن اعين المصالح الامنية و الدركية و العسكرية، و بعدما تفجرت فضيحة الجديدة، توجه المهربون محو اكادير حيث يمكن تهريب السلع برا و بحرا في ظل الحركة التجارية التي تعرفها المنطقة.

و حسب مصادر جد عليمة، فان كبار تجار المخدرات بالشمال، قد كثفوا من اتصالاتهم مع مهربي منطقة سوس، للتفاوض حول عمليات التهريب التي من المتوقع ان تتضاعف خلال الايام القادمة، بعدما اصبحت شبه مستحيلة بمنطقة دكالة، حيث تستعد مستودعات المهربين لاستقبال اطنان من المخدرات سيتم نقلها من الشمال نحو سوس، ليتم تهريبها كل شحنة حسب طريقة عمل المهربين الذين يتوزعون بين ارباب شركات للنفل و مالكي سفن للصيد البحري و اصحاب مصانع للتصدير.

و تحدثت مصادرنا عن مهربين كبار ينتمون الى علية القوم، من بينهم من سبق ادانتهم بتهريب المخدرات، قد كونوا علاقات مع سياسيين و مسؤولين كبار، يستغلونها لممارسة انشطتهم، و الحيلولة دون أن تصلهم أيادي حماة الدولة، عبر تقديم اكباش فداء للقضاء، بينما يبقى المهربون و التجار خارج دائرة المحاسبة و يستمرون في ممارسة انشطتهم ضد القانون.

اغلب الاشخاص الذين ينشطون في التهريب الدولي للمخدرات ينتمون لكبار المستثمرين إما في مجال الصيد البحري أو في المجال الفلاحي، و يمتلكون عشرات الشركات الوهمية اغلبها يتم تأسيسه بالصحراء هروبا من الضرائب، لتبييض الاموال و و تبرير ملايير الدراهم التي يربحونها من التهريب، و من المنتظر أن تتضاعف انشطة التهريب بمنطقة سوس خلال هاته الفترة بعد اعلاق منفذ دكالة بشكل تام.

يعتمد المهربون على طريقتين اساسيتين في ممارسة انشطتهم، و هما المنافذ البحرية عبر مراكب الصيد التي تنقل الشحنات الى المياه الدولية ليخوت تنتطرها هناك، و المنافذ البرية عبر شاحنات نقل السمك في اتجاه اوروبا أو الخضر في اتجاه افريقيا، بعد ابتكار حيل و خطط لاجل اخفاء المخدرات بطرق يصعب اكتشافها من طرف المصالح الجمركية و الامنية و الدركية، خصوصا المتواجدة على الطريق في اتجاه الكركرات أو المرابطة بالمعابر الحدودية.

مصادر عليمة و موثوقة تؤكد على تواجد وحدات للتخزين و التبريد على امتداد اقاليم اكادير و انزكان و اشتوكة و تيزنيت، تستقبل المخدرات و تعيد تخزينها داخل السلع الموجهة للتصدير و من تم تنطلق في اتجاه اوروبا و افريقيا، كما تؤكد مصادرنا على أن اغلب تلك المخازن متواجدة خارج المدار الحضري بعيدا عن أعين الشرطة، و عن مناطق نفوذها.

و اكدت ذات المصادر على أن كبار مهربي المخدرات، قد شنوا حربا ضروسا على أحد مالكي مراكب الصيد المدعو “ك.ص”، و ذلك بهدف استبعاده من مناطق انشطتهم، خوفا من أن يفضحهم، و قد وصلت هاته الحرب لدرجة قصف بالبلاغات و استعمال لبعض وسائل الاعلام التي تهاجمه مقابل اموال طائلة يدفعها المهربون الذين يسعون للتخلص منه.

و يحضى هؤلاء بحماية لا بداية لها ولا نهاية، و بدعم من جهات سياسية نافذة، تتدخل في كل مرة إما لتوفير النفوذ لهم او لاخراجهم من السجن، حيث تتوفر المحرر على معلومات تفيد بمغادرة مجل احد افراد العصابة للسجن شهرين فقط بعد اعتقاله بسبب التهريب الدولي للمخدرات سنة 2020، و ذلك بعدما تقديم اكباش فداء وافقوا على حمل القضية بمقابل مادي مهم…  يتبع

زر الذهاب إلى الأعلى