المانيا تستوعب الدرس و تقدم ملخصاتها

المحرر الرباط

 

الاستقبال الذي خصه عبد اللطيف حموشي لتوماس هالدنوانغ، رئيس المكتب الاتحادي الألماني لحماية الدستور، لا يمكن اختزاله في مجرد بادرة لتعزيز اواصر التعاون و الانسيق بين الاجهزة الاستخباراتية المغربية و نظيرتها الالمانية، خصوصا عندما يتعلق الامر برئيس مؤسسة مهمتها الاولى هي حماية الدستور الالماني.

و بينما لا يمكننا أن ننكر حجم استفادتنا من هكذا لقاءات من شأنها الدفع بعلاقات الصداقة الى الامام، الا ان زيارة شخصية المانية وازنة من حجم  رئيس المكتب الاتحادي الألماني لحماية الدستور، تعتبر دليلا على المكانة التي تحتلها بلادنا على مستوى الدول العظمى و الرقم الصعب الذي باتت المؤسسة الامنية تحتله خلال السنوات الاخيرة.

لا يمكن اخفاء البرود الذي عاشته العلاقات المغربية الالمانية منذ مدة، خصوصا في ظل ما اقدمت عليه بعض الجهات هناك من تصرفات منافية للاعراف الدولية، لكن على مايبدو و من خلال زيارة توماس هالدنوانغ، لبلادنا و حلوله ضيفا على الحموشي، فإن الجمهورية الالمانية قد استوعبت الدرس، و فهمت أخيرا أن مصالحها تكمن في حسن علاقاتها مع بلادنا و خصوصا علاقات التعاون الامني.

رئيس المكتب الاتحادي الألماني لحماية الدستور، يؤكد لنا نحن المغاربة قبل غيرنا، أن بلادنا قد اصبحت تصطف الى جانب اكبر دول العالم، و ان ماقام به الحموشي و من معه الى حدود الساعة كفيل بأن يذخلهم تاريخ المملكة، و يجعلنا فخورين بهم امام العالم.

الزيارة التي لا تعتبر الوحيدة في سجل الحموشي،، تعتبر اعترافا المانيا باحترام بلادنا و طبيعة مهام السيد توماس هالدنوانغ، دليل على أن المؤسسة الامنية المغربية قد تقدمت بسنوات ضوئية في مجال حقوق الانسان، بما يتلاءم و تعاونها مع حماة الدستور الالماني، و هذا لوحده يحسب لاسود الاستخبارات المغربية، و لصناع القرار داخل مؤسستي الديستي و لادجيد.

ما يمكن التنبؤ به و تأكيده بنسبة كبيرة، هو ان المانيا ستجني ثمار عودتها الى فتح ابواب الصداقة مع بلادنا، و قد تبدؤ في ذلك بشكل فعلي بعد ايام قليلة على هاته الزيارة، و هذا ما يدفعنا الى مطالبة عقلاء القوم هناك الى تقدير ذلك، و وقف اي تصرف قد يقود علاقات بلادنا بالالمان، لان اساس التقدم و الازدهار هو الوفاء و الاخلاص المتبادل.

و لان الحب لا يمكن أن يكبر إذا كان من طرف واحد، فالمانيا مدعوة اليوم الى اعادة النظر في مجموعة من الامور التي تتحمل جزءا منها، خصوصا عندما تحتضن فارين من العدالة فوق اراضيها، و تسكت عن تطاولهم على رموزنا و مؤسساتنا، و حتى نكون موضوعيين اكثر، فان الحموشي الذي استقبل هالدنوانغ، بحفاوة يحتاج الى اعادة اعتبار نظير ما اقترفه بعض الارهابيين الهاربين الى المانيا من كذب و تدليس في حقه.

زر الذهاب إلى الأعلى