الضابطة وهيبة: خيانة تجري في الدم

المحرر

كلما عاش الانسان أكثر في هذه الحياة، أتيحت له الفرصة لاكتشاف مزيد من الامراض الغريبة و العجيبة، و خصوصا النفسية منها، و قد يصدم البعض لكثرة هذه الاضطرابات و غرابتها، لدرجة أن هناك من الناس من يعانون من امراض نفسية لا يتقبلها العقل بل و قد تكون مثيرة للسخرية و في بعض الاحيان للاشمئزاز.

و قد سمعنا باشخاص يستمتعون بالتعذيب، و هناك أشخاص يحبون تقبيل أقدام النساء و منهم من يحب أن يكون كلبا في علاقته مع الجنس الاخر، و من الامراض من يجعل لدى الشخص المصاب بها رغبة شديدة في تناول اللحم البشري على الرغم من توفر أطعمة أخرى، اضافة الى ملايين الامراض الاخرى التي لا يتقبلها عقل و لا منطق لكنها موجودة و مثبتة بدراسات علمية.

الخيانة بدورها مرض، و تدخل في خانة الامراض التي لازالت الدراسات العلمية منكبة على تحليل و فهم اسبابها، و هناك العديد من المصابين بها عبر مختلف بقاع العالم، و من بينهم مغاربة انتصروا لمكبوتاتهم و تغلبت عليهم النفس فجعلت يصابون بمرض الخيانة، الذي يوقع المريض في اضطرابات نفسية تجعله يعتقد بأن الخيانة انتقام و متعة نفسية.

وهيبة خرشيش، نموذج من النماذج التي يضرب بها المثل في مرض الخيانة، ايس فقط لانها تستمتع بخيانة وطنها، و انما لأن شروطا عديدة تتوفر فيها، تؤكد على أنها في درجة متقدمة من هذا المرض، خصوصا و أنها كانت ضابطة أمن، من المفروض أن تتوفر على قدر كبير من الاخلاص للوطن، كما أن الخيانة بداخل هذه السيدة متعددة الاوجه، ولا تقتصر فقط على خيانة الوطن.

حب الاوطان يعتبر غريزة تكبر و تترعرع بداخل الانسان مع مرور الوقت، و عندما يتزعزع هذا الحب و يتحول من اخلاص و حب انتماء الى كره و بغض و حقد، فإن الامر يتعلق بحالة غريبة و شادة من المفروض ان المصاب بها انسان غير. طبيعي ، و هو ما وقع لوهيبة، عندما ربطت خصاما مع رئيسها في العمل بوطنها، و لخصت هذا الشخص في دولة بأكملها، هنا بدأت اعراض المرض تتفاقم لديها.

ما وقع لوهيبة مع رئيسها في العمل، أخرجها عن صوابها، و جعلها تكره الرجال في البداية، فخانت زوجها مع رجل في عمر والدها، ظنا منها أنها تنتقم لانوثتها، لتغادر الوطن فيما بعد و تدخل في المرحلة الاخيرة من مرض الخيانة، و التي توصل الانسان الى حالة اللا عودة، بعدما يكون قد دخل في متاهة يصعب جدا الخروج منها، فيبدؤ في مهاجمة وطنه و يستمتع بذلك ظنا منه أنه ينتقم لنفسه، و ما يفعل شيئا سوى أنه يقدم نفسه هذية لخصوم وطنه الذين يستغلونه خدمة لاجنداتهم.

خرشيش، مصابة بمرض الخيانة المقرون بكره شديد لمسؤولي وطنها، الرجال فقط، و هو ما دفعها منذ البداية الى مهاجمة العديد منهم، لانها تعتقد بأن كل مسؤول رجل في المغرب هو عدو لها لانه لم ينصفها حسب اعتقادها، و لو أن هذه السيدة تمكنت من تتغلب على نفسها لنصف ساعة من التفكير العميق، لعلمت ان قضيتها لاتزال مطروحة امام القضاء، و ان من تهاجمهم اليوم لا علاقة لهم بها لا من قريب ولا من بعيد.

قد يعتقد البعض أن وهيبة خرشيش تدافع عن قضيتها و ما تراه صائبا من وجهة نظرها، لكن الحقيقة هي أنها تخون و تخون و تخون، و كلما نشرت شريطا على الانترنيت الا و تورطت أكثر في الخيانة، التي لا تقتصر فقط على الوطن، لأن الاستاذة وهيبة قد خانت زوجها و خانت مهنتها و خانت من وضعوا فيها الثقة من زملائها السابقين، بل و خانت حتى زيان الذي ساعدها على مغادرة البلد عندما تخلت عنه في اول منعرج.

 

زر الذهاب إلى الأعلى