في ظل الازمة: ماذا عن السياحة في بلادنا؟

المحرر الرباط

 

يبدو أن قطاع السياحة في بلادنا، يسير من سيء نحو أسوأ، في ظل غياب التدبير المحكم، و افتقاد الجهات المعنية لأي تصور قد يحافظ على الاقل، على الاموال التي لطالما تم ضخها في خزينة الدولة، من عائدات السياحة التي كانت تشكل حتى الامس القريب ركيزة أساسية لانعاش الاقتصاد الوطني و المساهمة في نفقات الدولة.

طبيعي جدا أن يقل مدخول القطاعات الحكومية في ظل حكومة تفتقد لادنى مقومات التخطيط الاستراتيجي و الخطط الاستباقية لمواجهة الازمات، و هو ما يعيشه الوطن منذ تعيين عزيز أخنوش رئيسا للحكومة، لكن ازمة السياحة في بلادنا تبقى استثنائية، و تكشف عن فشل مضاعف داخل وزارة فاطمة الزهراء عمور.

الوزيرة التي صرفت مئات الملايين لتشجيع السياحة الداخلية “حتى و إن كانت en couple “، هي نفسها التي تحدثت الصحافة الدولية و المحلية عن قضائها لعطلتها في أرخبيل زنجبار في دولة تنزانيا، الواقعة في المحيط الهندي شرق أفريقيا، في مشهد يؤكد على أن السيدة الوزيرة لا تريد أن ترى مغاربة الى جانبها خارج ارض الوطن، و لهذا فهي تدعوهم الى السفر داخل الوطن بينما تقضي عطلها خارجه.

العديد من المهتمين بقطاع السياحة في بلادنا، يؤكدون على أنه يعيش على وقع ازمة حادة، بسبب خمول الوزارة و غياب تخطيط مثالي يشجع الاجانب على زيارة المغرب، و هي الازمة التي يؤكدها سكان المدن السياحية كمراكش و اكادير، و الذين لاحظوا تراجع عدد السياح الذين ألفوا مشاهدتهم يتجولون في الشارع، ما انعكس سلبا على الفئة السكانية التي كانت تعيش مع هؤلاء السياح.

معلوم أن قطاع السياحة في بلادنا يبكي دما منذ سنوات، و تحديدا منذ انتشار جائحة كورونا، لكن الامر يتفاقم بشكل مخيف، خصوصا بعدما فتح المغرب حدوده في وجه السياح، و عادت الحياة الى طبيعتها، و هذا ما يدفعنا الى التساؤل عن الاجراءات التي اتخدتها الوزارة من أجل دخ الدم في قطاع السياحة، و عن التدابير المتخدة لاستعادة الرقم الذي ظل يميز المغرب عن باقي دول الجوار في القطاع السياحي.

بعد كل هذا الوقت الذي مر منذ عودة المغاربة الى حياتهم الطبيعية، يتضح جليا أن فاطمة الزهراء عمور، قد فشلت فشلا ذريعا في مهامها، و ربما سفرها الى دولة تنزانيا في اطار رحلة سياحية، لاكبر دليل على أن آخر ما يهم وزيرة السياحة في بلادنا، هي السياحة في بلادنا، أما إذا كان لمياه البحر في زنجبار طعم لم يتذوقه المغاربة في مياه بحرهم، فذلك شأن آخر و قد يكون مبررا كي تشجع وزيرة السياحة في بلادنا، السياحة في تنزانيا.

زر الذهاب إلى الأعلى