فرنسا التي تريد الجمل بما حمل

المحرر الرباط

باتت الازمة المغربية الفرنسية تطفو على سطح الاحداث، و أصبح المتتبعون للعلاقات بين البلدين يؤكدون على أن التصعيد الفرنسي ضد المغرب قد يساهم في توتر العلاقات الفرنكو-مغربية، و هو ما حصل بالطبع منذ ان قررت جمهورية نابوليون التحالف مع الاعداء لمحاصرة المملكة المغربية اقتصاديا.

ما تسرب من تقارير، أكد على أن فرنسا قد تحالفت مع الجزائر و تسعى الى ضم موريتانيا و تونس الى هذا التحالف الذي يرمي الى فرض حصار اقتصادي على بلادنا، و هو ما تأكد بعد سلسلة من الاحداث التي اخرجت الزواج العرفي بين الجزائر و الفرنسيين الى العلن.

انقلاب الجمهورية الفرنسية على مواقفها التي دعمت المغرب منذ قرون، هو نتاج لتضررها من سياسة المغرب اتجاه افريقيا، و مجهودات الملك محمد السادس لتحرير القارة السمراء من التبعية للاستعمار بمفهومه المعاصر، و جعل الافارقة قوة اقتصادية منتجة و متحررة من اي تدخلات اجنبية ترغمها على اقتسام الثروات المحلية.

تأكيد الملك على أن القارة الافريقية، بامكانها أن تطور نفسها بنفسها، و أن تنتج و تتحكم في اقتصادها دون اي تدخلات اجنبية، كان بمثابة الطابو الذي لطالما خشي الفرنسيون أن يخرج الى الرأي العام الافريقي، لان مناقشته و تحقيقه قد يفقد الفرنسيين سوقهم و مصالحهم بشمال افريقيا، و قد يغلق عليه بوابة كبيرة في اتجاه العمق الافريقي و ثرواته الطبيعية.

لم تتحمل فرنسا سياسة المغرب تلك، و مازادها غضبا هو الاموقع الدولي للمغرب، منذ توقيعه لاتفاقيات مع عدد من الدول، على رأسها اسرائيل و اسبانيا، و ما وقع لها بمالي بسبب الجزائر، دفعها الى الجلوس مع هؤلاء على طاولة الحوار، لعلها تستعيد ما فقدته، و في مقابل ذلك كانت استفزازاتها للمملكة المغربية تزيد غير آبهة بما لديها من مصالح في المغرب قد يشكل تعطلها تعطل شق كبير من اقتصادها.

ازمة فرنسا مع المغرب تتعمق شيئا فشيئا، بسبب التعنث الفرنسي، المتمثل في الاصرار على اخد الجمل بما حمل من فوق التراب الافريقي، و استمرار تدهور الاوضاع سيتسبب لها في خسائر فادحة، خصوصا في ظل كثرة الاسواق التي تفتح للمغرب ابوابها في الشمال و الشرق و الغرب، ما يدفعنا الى التساؤل كيف سيتصرف اللوبي الاقتصادي و الثقافي التابع لفرنسا في بلادنا، إذا قالت الدولة: “لقد وصل السيل الزبى”.

زر الذهاب إلى الأعلى