هل سيغامر أخنوش و لعنصر بمستقبلهما السياسي و سيتحالفان مع بنكيران

المحرر الرباط

 

في خضم الجولات التي يجريها عبد الاله بنكيران، من أجل تشكيل حكومة ستقود المغرب لخمس سنوات قادمة، يتساءل عدد من المتتبعين عما اذا كان هذا الاخير سيفلح في اقناع كل من امحند لعنصر و عزيز اخنوش، بالانضمام لحكومته في وقت تختلف مرجعيات و مادئ الاحرار و الحركيين، عن نظيراتها في حزب الاصالة و المعاصرة.

 

و يرى عدد من المعلقين على موضوع التحالفات، أن عزيز اخنوش الذي يعتبر من بين السياسيين المغاربة الاكثر انفتاحا على الاعلام و المجتمع المدني، من المستحيل أن يقف على رأي مشترك مع عبد الاله بلنكيران، الذي أظهر منذ وصوله الى الامانة العامة للمصباح، عددا من الهفوات و الاخطاء التي اثبتت انه لا يمكن أن يقود حكومة يشارك فيها أخنوش.

 

و من بين الاشياء التي تجعل تقارب الافكار بين بنكيران و اخنوش شبه مستحيلة، الاختلاف الكبير في الشخصية، حيث أن عزيز اخنوش الذي يعكس صورة السياسي الرزين، و المحنك، لا يمكن ان يتفاهم مع شخصية شعبوية كثيرة الكلام و لا تستطيع حتى كثمان أسرار الدولة كتلك التي يتمتع بها بنكيران، الرجل الذي تعد هفواته اللسانية بالالاف محطما الرقم القياسي كأول رئيس للحكومة لا يتمتع بلباقة في الحديث، كما يفرض عليه ذلك منصبه.

 

عزيز اخنوش الذي يجمع بين السياسة و الاقتصاد، و الذي يساهم بشكل واضح في تقدم الاقتصاد الوطني، يختلف من جميع النواحي، عن موظف ولج للسياسة تحت غطاء الدين، فتحول الى فاعل حكومي، لولا جلالة الملك نصره الله، لطبق القانون بالسيف، خصوصا و أن شخصية بنكيران تنفرد بالعنف و الغضب في التعامل مع الوقائع، و يغلب عليها طابع التشدد.

 

من جهة أخرى، يتساءل عما اذا كانت لعنة المحجوبي احرضان، الذي اسس الحركة الشعبية و جعل من اولوياتها الدفاع عن مكتسبات الامازيغ المغاربة، ستطارد امحند لعنصر اذا ما تحالف مع عبد الاله بنكيران، خصوصا هذا الاخير الذي يعتبر أول رئيس حكومة مغربية يهين الامازيغ بشكل مباشر، و في اكثر من مناسبة، قد أبان عن تبنيه لأفكار لا يؤمن بها سوى بعض الطوائف في شبه الجزيرة العربية، و التي قد تكون لها علاقة مع بنكيران “و العهدة على حميد شباط”.

 

و يعتقد بعض المحللين، أن تحالف بنكيران و لعنصر يعتبر من سابع المستحيلات، في ظل الفرق الكبير بين منهجيات حزبيهما، كل هذا في وقت يعلم فيه جميع المغاربة، أن امحند لعنصر الذي يعكس بدوره شخصية سياسية رزينة تعلم جيدا ماذا تفعل، و تتفهم مسؤولياتها السياسية خدمة للوطن، لا يمكنه الانسجام مع حزب تالقه صقوره في تسريب الاسرار و التشهير بالمغاربة المعارضين لهمبطريقة أو باخرى.

 

كما يؤكد عدد من المتتبعين، على أن عزيز اخنوش و امحند لعنصر، الذين يتمتعان بسمعة طيبة في أوساط المغاربة، و الذين يراكمان خبرة سياسية كبيرة، لن ينخرطان في مشروع حكومي فاشل، كتب عليه الفشل قبل ولادته، لما تعاقبت من أحداث كان أبطالها البيجيديون، الذين يهوون المعارضة، و يعشقونها حتى و ان كانوا في أغلبية حكومية ساحقة.

 

و في الاخير، فان ما كشفت عنه الحملة الانتخابية الاخيرة، من خلال اماطة اللثام عن ولاء بعض المنابر الاعلامية التي كانت تضرب في مقدسات المغاربة و ثوابتهم، لحزب العدالة و التنمية، ستجعل أخنوش و لعنصر، يتنزهان عن التحالف مع حزب لطالما شكلت تحركات مناضليه، خطرا على مصالح الوطن العليا، و ضربا في مصداقية عمل المؤسسات التي يحترمها المغاربة.

زر الذهاب إلى الأعلى