ترتيبات واستعدادات جارية على قدم وساق لتشييع جثمان النقيب عبد الهادي بركة

كادم بوطيب المحرر

بتعليمات مباشرة من الديوان الملكي العامر ، الاستعدادات جارية على قدم وساق لنقل جثمان الراحل عبد الهادي بركة من الديار الاسبانية إلى وطنه المغرب ، لتشييع جنازته بمسقط رأسه جبل العلم مولاي عبد السلام بن امشيش،

الراحل عبد الهادي بركة الدي وافته المنية مساء أمس الجمعة فاتح يوليوز بالعاصمة الاسبانية مدريد بعد صراع طويل مع المرض، كان رجل دولة حكيم ومحنك، مجاهدا كبيرا ،مخلصا لدينه وغيورا على وطنه ، يحضى بمكانة خاصة في “المربع الملكي ” كان يمتلك وزناً سياسياً وقوة اقتراح كبيرة تفرض في كثير من الأحيان وجودها في المشهد السياسي للبلاد وخاصة إبان فترة الإستعمار مع والده المجاهد الكبير المرحوم محمد بركة.

وببالغ الأثر والوقع الأليم في نفسنا وفي نفوس المغاربة جميعا، لما خلفه رحيله من خسارة فادحة، ليس لأسرته “عائلة بركة” فحسب، وإنما لبلده ولمنطقة مولاي عبد السلام بن امشيش خاصة ، الذي فقدت فيه أحد أبنائها البررة الذي بصم بشخصيته وبأسلوبه المتميز، والقائم على المسؤولية والالتزام الواضح بالمبادئ، والإخلاص والوفاء، مرحلة هامة من تاريخ بلده الحديث”.وخاصة مند تعيينه من طرف المرحوم الحسن الثاني كنقيب للشرفاء العلميين.

وفور الإعلان الرسمي عن وفاته ، عبّرت عدد من الصفحات الفايسبوكية ومعها المواقع الإخبارية و الشخصيات السامية بالمغرب ، وخاصة إبن أخيه السيد نزار بركة وزير التجهيز والماء ، بهذه المناسبة الأليمة ، لكافة أقارب الراحل وأصدقائه ومحبيه، ولعائلته السياسية الوطنية الكبيرة ،خاصة في حزب الاستقلال العريق، عن أحر تعازيها وأصدق مشاعر مواساتها وتعاطفها في هذا المصاب الجلل، الذي لا راد لقضاء الله فيه، مستحضرين ، بكل إجلال وإكبار، ما كان يتحلى به الراحل المبرور من خصال إنسانية، ومن غيرة وطنية صادقة، جسدها على مدى عقود من مساره النضالي والحقوقي والسياسي الحافل بالتضحيات الجسام؛ حيث ظل، رحمه الله، وفيا لمبادئ الالتزام والتفاني في خدمة المصالح العليا للوطن، في وفاء مكين للعرش العلوي المجيد، وإخلاص متين لمقدسات الأمة وثوابتها.

وبدورنا نحن نستشعر مدى فداحة هذا الرزء، لنذكر للفقيد الكبير، انخراطه المبكر في مقاومة الاستعمار، ونذر حياته للدفاع عن القضايا المصيرية لبلده وخاصة بشمال المملكة ، في تشبث بقيم النزاهة والأمانة والتواضع ونكران الذات وحب الوطن؛ تلكم القيم التي ظلت نبراسه المنير في مختلف المهام التي تقلدها بكل كفاءة واقتدار، ولا سيما منها، منصبه كمسؤول بالسفارة المغربية بمدريد وكنائب برلماني لمنطقة مولاي عبد السلام “بني عروس ” ،وكنقيب للشرفاء العلميين.وعدة محطات تاريخية من مسار ترسيخ الخيار الديمقراطي، حيث كان، أكرم الله مثواه، نعم رجل الدولة الحكيم والمحنك”.

ومن المنتظر أن يصدر جلالة الملك محمد السادس مساء اليوم السبت برقية تعزية لعائلة الفقيد ،يعرب فيها جلالة الملك لعائلة بركة المجاهدة عن مشاطرته الأحزان في هذا المصاب الأليم، ويؤكد من خلالها كامل رعايته، وموصول عنايته السامية.

نسأل العلي القدير أن يعوض عائلة بركة وشرفاء مولاي عبد السلام بن امشيش عنه جميل الصبر وحسن العزاء، وأن يسكنه فسيح الجنان، وأن يغدق عليه شآبيب الرحمة والغفران، وعظيم المثوبة والرضوان، على ما أسداه لملكه ولوطنه من خدمات جليلة، وأن يجعله من الذين يجدون ما عملوا من خير محضرا، ويلقيه نضرة وسرورا، صادقا فيه قوله عز من قائل : “يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي”. و”إنا لله وإنا إليه راجعون”. صدق الله العظيم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى