الخارجية الجزائرية تنفي أي وساطة سعودية مع المغرب

نفى رمطان العمامرة، وزير الخارجية الجزائري، وجود أي وساطة سعودية لحل الخلافات السياسية بين المغرب والجزائر، على ضوء التقارير الإعلامية الدولية التي تحدثت عن دخول الرياض على خط الخلاف الدبلوماسي بين البلدين.

وقال العمامرة، في تصريح صحافي نقله التلفزيون الرسمي، اليوم السبت، إن “العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر لا تحتمل الوساطات”، مؤكدا أن “الوساطة غير واردة بغض النظر عن التقارير الإعلامية التي تحدثت عن هذه الفكرة”.
وأضاف وزير الخارجية الجزائري أن “الموقف الجزائري واضح بخصوص قطع العلاقات بين البلدين”. وزاد: “لا وجود لأي وساطة بين الجزائر والمغرب، لا أمس ولا اليوم ولا غدا إن شاء الله”.

وتابع: “لدينا مصالح مشتركة وتوافقات تجمعنا مع المملكة السعودية على غرار باقي الدول، تجعلنا نلتقي بصفة دورية من دون أن يتدخل موضوع من هذا النوع في جدول أعمالنا”.

وكشف مصدر دبلوماسي جزائري لصحيفة “الشروق”، صباح اليوم السبت، أن “موضوع العلاقات بين الجزائر والمغرب لم يدرج خلال المحادثات المذكورة فقط؛ بل أكثر من ذلك، الموقف الرسمي الجزائري دائما كان واضحا بشأن أي مبادرة وساطة مهما كانت طبيعتها”.

وكانت تقارير إعلامية قد أشارت إلى أن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود،قد التقى الخميس المنصرم بالعديد من القادة الجزائريين وعلى رأسهم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

ووفق التقارير فقد خصص الأخير لضيفه السعودي استقبالا خاصا ليناقش معه العديد من القضايا الحساسة التي تهم العالم العربي.

وجرى هذا الإستقبال في قصر المرادية الرئاسي بحضور وزير الخارجية رمطان لعمامرة ومدير مجلس الوزراء برئاسة الجمهورية عبد العزيز خلاف وسفير الجزائر بالرياض محمد علي بوغازي.

ووفق مصادر مطلعة، فقد كانت العلاقات المعقدة والمتوترة مع الجار المغربي في قلب هذه المناقشات.

وتؤكد المصادر أن رئيس الدبلوماسية السعودية اقترح رسمياً خارطة طريق تهدف إلى المصالحة بين الجزائر والمغرب من خلال السماح بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين المغاربيين.

وترتكز خارطة الطريق هذه بشكل أساسي على تدابير خفض التصعيد والحوار تحت رعاية الرياض، كما تتمثل الإجراءات المهدئة التي تتصورها المملكة العربية السعودية وتقترحها في تشجيع قادة البلدين على نبذ جميع أشكال الاستفزاز اللفظي والعدوان الدبلوماسي أو الإعلامي.

كما اشترطت الجزائر في خرطة الطريق هذه توقف المغرب عن استقبال ودعم قادة حركة ماك القبايلية MAK.

وأمام هذه المطالب الجزائرية، طلب المبعوث السعودي من القادة الجزائريين التعهد بتخفيف المناخ الجيوسياسي حول نزاع الصحراء، وفي هذا الصدد ، وعد القادة الجزائريون على الالتزام فقط بقرارات الأمم المتحدة الحل هذا الصراع الذي طال أمده.

وبخصوص التحالف القائم بين المغرب وإسرائيل، وعد رئيس الدبلوماسية السعودية الجزائر بأنه يمكنه تقديم ضمانات تؤكد التزام الطرفان بعدم اللجوء إلى التحالفات العسكرية لشن هجمات على أمن جيرانهم المباشرين.

زر الذهاب إلى الأعلى