مدينة طنجة تحتفي بالذكرى 71 لزيارة التحدي”9أبريل” التي قام بها السلطان محمد الخامس إليها

كادم بوطيب المحرر

 

كعادتها وخلال كل سنة، نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، يوم أمس السبت بطنجة، برنامجا للأنشطة والفعاليات بمناسبة الذكرة ال 75 لرحلة الوحدة التاريخية لجلالة المغفور له محمد الخامس إلى طنجة في 9 أبريل من سنة 1947.

وانطلقت هده الاحتفالية التي تميزت بحضور المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، ووالي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة محمد مهيدية، وعامل إقليم الفحص-أنجرة عبد الخالق المرزوقي وممثلي السلطات العسكرية والأمنية والقضائية والمنتخبين، بوقفة استحضار بساحة 9 أبريل ، ووضع باقة من الزهور عند اللوحة التذكارية المخلدة لخطاب طنجة التاريخي.

وتم بالمناسبة رفع أكف الضراعة ترحما على فقيدي الأمة المغفور لهما السلطان المحرر محمد الخامس ووريث سره وباني المغرب الحسن الثاني، وبأن يحفظ المولى عز وجل أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.

كما تم بالمناسبة عقد مهرجان خطابي لتسليط الضوء على سياق ودلالات هذه الزيارة التاريخية التي وصفت برحلة الوحدة وانطلقت من المنطقة السلطانية لتكسر الحدود الوهمية التي أقامها المستعمر مع المنطقة الخليفية ومنطقة الحكم الدولي بطنجة.

وأبرز السيد الكتيري، في كلمة له بالمناسبة، أن تخليد ذكرى هذه الزيارة، بعد توقف لسنتين بسبب الجائحة، يعتبر “يوما مشهودا لاستحضار دروس وعبر ومعاني وقيم زيارة الوحدة التي تعتبر بمثابة الجوهرة من التاج الذي رصع مسيرة الكفاح الوطني والوحدة والسيادة الوطنية”، مستحضرا سياقها التاريخي، وطنيا ودوليا، بدءا من ثلاثينات القرن الماضي إلى غاية 9 أبريل 1947، وكذا تداعياتها وأبعادها السياسية والروحية والاجتماعية.

بالرغم من مضايقات السلطات الاستعمارية ودسائسها لإفشال الزيارة، أكد السيد الكتيري أن المغفور له محمد الخامس أصر على القيام برحلة برية، منطلقا من المنطقة السلطانية من الرباط وسوق الأربعاء وعرباوة، مرورا بالمنطقة الخليفية بالقصر الكبير وأصيلة، وصولا إلى المنطقة الدولية بطنجة، مسجلا بأن “زيارة الوحدة كسرت الحدود التي رسمها المستعمر ليعلن فيها جلالته جهارا مطلب استقلال المغرب وانتماء المملكة إلى محيطها العربي والإسلامي”.

وتابع السيد المندوب السامي بأن خطاب 9 أبريل التاريخي أكد على عدالة القضية والرغبة في الاستقلال والاستعداد للتضحية من أجل الوحدة والسيادة، معتبرا أنه كان “خطابا قويا هز أركان الاستعمار، والذي قام على إثره بالشروع في التضييق على العائلة الملكية وتنفيذ المؤامرة الدنيئة بنفي السلطان خارج أرض الوطن”.

واعتبر أن هذه المؤامرة تسببت في اندلاع ثورة الملك والشعب واجتياح مظاهرات حاشدة لمختلف المدن والقرى المغربية إلى غاية عودة الشرعية ورجوع السلطان وأسرته الكريمة إلى أرض الوطن حاملا لواء الحرية والاستقلال والانطلاق من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر.

كما تشرف المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، باسم صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره، بتسليم ذوي الحقوق من جهة الشمال أوسمة المكافئة الوطنية من درجة ضابط، ويتعلق الأمر بالمقاوم المرحوم إبراهيم ايت همو من طنجة، والمقاوم المرحوم عبد السلام الستيتو الحجي من إقليم العرائش، والمقاوم المرحوم احمد شكدال من إقليم وزان.

مع تكريم تسعة من أعضاء أسرة المقاومة، وفي مقدمتهم المقاوم الحاج محمد أحميدي، فضلا عن تقديم إعانات مادية لمجموعة من اسرة المقاومة واعضاء جيش التحرير.

وكان البرنامج قد انطلق بالوقوف أمام المعلمة التاريخية بكدية السلطان المجسدة لوقفة جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه بمدينة أصيلة، والترحم على روحه الطاهرة وروج جلالة المغفور له الحسن الثاني وأرواح شهداء الاستقلال والوحدة الترابية، وزيارة معرض الصور الملكية للفنان محمد أغصان.

 

زر الذهاب إلى الأعلى