صلاح بلبكري: حكاية رجل يريد أ يُشهر و لو باللعنة

المحرر الرباط

 

كنت جالسا بالقرب من والدتي و أنا أستمع لشريط مرفوع على قناة يوتوبية أطلق عليها اسم فسحة، و بينما كان المتحدث في الفيديو المدعو صلاح الدين بلبكري يطلق العنان للسانه السليط موجها العديد من الاتهامات لمدير الامن المغربي، و بينما كان يكيل للجهاز الامني الاهانات و العبارات التحقيرية، نطقت الوالدة موجهة كلامها اليه “نعلة الله عليك”.

ردة فعل الوالدة و اضافة الى انها جعلتني اتساءل عن عدد المغاربة الذين يلعنون بلبكري يوميا، الا أنها كانت مناسبة لفتح موضوع شيق مع انسانة امضت عمرها في تربية ابنائها و خدمة زوجها، و ماكانت لتنتبه لو أنها سمعت بأن شخصية معروفة قد توفيت أو أعتقلت كما اثار انتباهها كلام صاحب قناة تحفة، قبل أن تطالبني باغلاق الفيديو على الاقل حتى لا أشارك صاحبه في الذنوب.

أمي التي كانت لا تهتم الا بمنزلها و بحاجيات اينائها و زوجها، تلعن شخصا تطاول على الامن و رموزه، واقعة تستحق الاهتمام، و قد دفعتني لتوجيه العديد من الاسئلة لمن ترجد الجنة تحت اقدامها، فكانت أجوبتها بمثابة صدمة جعلتني متأكد من أن المغربة و مهما اختلفت مستوياتهم الثقافية، فهم يشكلون شعبا ذكيا لا يمكن لاي كان أن يمرر كذبه عليه، وإن كان النظام الملكي قائم في بلادنا لعقود، فذلك لأنه يتوفر على الشرعية الشعبية و لان مؤسسات الوطن يزكيها المغاربة كبارا و صغارا.

لن أخفي أن حديث الوالدة عن الحموشي كان سطحيا، و أنها ليس على اطلاع بالادوار التي يلعبها الرجل من أجل ضمان الامن و الاستقرار داخل هذا الوطن، لكن ما يمكنني التأكيد عليه هو أنها كانت تدافع عنه و كأنها مقتنعة بأنه الرجل المناسب في المكان المناسب، تحدثت عن مبادرات اقدم عليها الرجل في سابقة من نوعها، و أعادت ما يتداوله المواطنون عن تواضع الحموشي و أخلاقه و صرامته، فكدت أعتقد أن امي تتابع الصحف و الجرائد رغم انني على يقين من انها لا تقرؤ ولا تكتب.

والدتي التي لطالما تعاملت معها في حدود الابن و والدته التي لم تطأ قدماها المدرسة، علمتني أن حب الوطن لا يرتبط بالمستوى الدراسي ولا بفئة عمرية دونا عن غيرها، و أن الاخلاص لتراب هذا البلد يتجسد في التضحية لاجله، و في الدفاع عن رموزه و مؤسساته و توابثه، و مهما فعل الاعداء و بيادقهم ممن وافقوا على بيع شرفهم و وطنيتهم بالمال، فهناك عشرات الملايين من المغاربة المستعدين للدفاع عن وطنهم، أما عن صاحب قناة فسحة فلا يختلف عن الاعرابي الذي تبول في البئر كي يشتهر ولو باللعنة.

زر الذهاب إلى الأعلى