منعشون عقاريون يدشنون مشاريعهم العقارية الضخمة على أنقاض غابة مديونة والسلوقية بطنجة

كادم بوطيب المحرر

كما هو معلوم لكل الطنجاويين ومتتبعي الشأن العام المحلي للمدينة، فمشروع “سطارهيل” لصاحبه الأردني الجنسية وشركاؤه المغاربة من الشخصيات السامية ، تم بناء شطره الأول بعد إعدام جزء كبير من غابة مديونة و إبادة أشجار عمرها يقدر بمئات السنين، فالمكان كان يسمى بالأمس القريب «غابة مديونة»، وهي من الغابات التاريخية والقديمة جدا بمدينة طنجة، حيث تم ذكرها في عدة كتب وتحدث عنها مؤرخون قدامى. والمرجح أن هذه الغابة يعود تاريخها إلى عشرة قرون خلت، أما اليوم فهي مكان لمشروع معروف باسم «ستار هيل”.

و تحت أنظار السلطة و احتجاجات المجتمع المدني، هاهو منعش عقاري آخر وبتواطئ مع جهات عليا ، يستعد لتدشين مشاريع عقارية أخرى فوق انقاض الغابة العريقة و التاريخية المغتصبة ، مع إسدال التراب فوق رفاث موروتاتنا الغابوية الطبيعية بالمدينة.وهو يجهل التاريخ الدموي لهده المنطقة.

وكما هو معرف فإن غابة الرهراه ومديونة والسلوقية بطنجة ، تعيش اليوم عملية تدمير ممنهجة وخطيرة، حيث تكالبت عليها مافيا العقار والبناء العشوائي وأصبحت تقتطع من الغابة مساحات كبيرة كل يوم، في ظل صمت مريب للسلطات التي تتصرف وكأن ذلك يحدث في كوكب المريخ.

ومنذ أن أصيبت طنجة بالسعار العقاري فإن وحوش العقار يتصرفون في غابة الرهراه والسلوقية وكأنها غابة في جزيرة نائية من دون رقيب، مع أن كل سكان عاصمة البوغاز يرون يوميا الإجرام اليومي الذي تتعرض له هذه الغابة القريبة جدا من القصر الملكي العامر.

ويمكن لمن يقف في مرتفع الرميلات أن يشاهد تآكل هذه الغابة كل يوم “حومة دزايريين نمودجا”، حيث يكتسح الإسمنت غابة مديونة والرهراه والسلوقية من جميع أطرافها، وكل ذلك موثق بطريقة علمية، خصوصا عبر نظام “غوغل إيرث”، الذي يبين حجم الإجرام المقترف ضد هذه الغابة، لكن سلطات طنجة تتصرف وكأن المدينة لا تزال تعيش في القرون الوسطى.

وكانت الجماعة الحضرية لطنجة قررت قبل بضع سنوات وضع خطة “غريبة” لإنقاذ هذه الغابة، وهي إحاطتها بمقابر جديدة، بحيث يمكن للموتى حماية هذه الغابة من الأحياء بعد أن عجز الأحياء عن حماية أنفسهم.

ويتساءل سكان طنجة إن كان الوالي الجديد محمد امهيدية يعرف هذه التفاصيل جيدا، خصوصا أن الوزير أخنوش وعائلة القادري وأسماء كبرى بالرباط يعتبرون الشركاء الرئيسيين لناهبي هده المناطق الخضراء للمستثمر الأردني وغيره ،وأن هذه الخطة الممنهجة للإجهاز على أحسن منطقة في شمال إفريقيا يجري في وضح النهار ويعلم بها الوزراء و الولاة والعمال والقياد والمقدمون والمنتخبون….، بحيث أن هناك احتمالين اثنين، إما أن القياد وأعوان السلطة لا يخبرون الوالي بما يجري، أو أن الوالي عجز عن محاربة مافيا غابة الرهراه والسلوقية، علما أن سمعة امهيدية تجعل منه الأمل الوحيد لدى سكان طنجة من أجل إنقاذ هذه الغابة.

ولإطفاء موجة الغضب التي تجتاح الساكنة ومعها جمعيات ونشطاء المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية، خرجت جماعة طنجة، في بلاغ أصدرته اليوم الإثنين، عن صمتها بخصوص قضية غابة السلوقية التي شرعت شركة عقارية في ملكية منعش عقاري معروف في قطع الغطاء النباتي واجتتات غابة بأكمها بواسطة الجرافات، تمهيدا لتشييد مشروع خاص .وقالت أن أشغال اقتلاع الأشجار من المنطقة المذكورة، تمت من دون ترخيص، متوعدة صاحب المشروع للمساءلة القانونية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى