مقابلة السبت كشفت وجها آخرا لمن يأكلون الغلة و يسبون الملة

المحرر من العيون

 

في الواقع مبارة السبت التي جمعت بين المنتخبين المغربي و الجزائري، لم تكشف الوجه الاخر لمن يأكلون الغلة و يسبون الملة، لأن هذا الوجه أصبح مكشوفا منذ أن قررت الدولة استحضار مبادئ حقوق الانسان في التعامل مع هذه العينة من البشر، و لكن زادتنا يقينا بأن السياسة التي تنهجها المملكة في تلك الربوع، لم تعد تحدي نفعا في ظل الوقائع الملموسة.

أغلب من احتفلوا بفوز المنتخب الجزائري ليلة السبت، يستفيدون من امتيازات على حساب ملايين المواطنين، و من لا يصرف راتبا و هو موظف شبح، أو نظير بطاقة انعاش، فهو يقتني المحروقات و المواد الاساسية بأثمنة منخفظة، و هنا يمكننا تنزيل المثل الدارج “بنادم شبع خبز”، و بينما تخصص الدولة الملايير لتنمية اقاليمها الجنوبية يتمرد المستفيدون من هذه التنمية على كل تلك المجهودات.

لا يمكن أن ننكر بأن الانفصال قد تقلص بشكل كبير طيلة السنوات التي غيرت خلالها الدولة من معاملتها مع ناكري الجميل، لكن هذا لا يعني بأن المشكل لازال قائما، و بأن من بين من يوالي البوليساريو في أقاليمنا الجنوبية يوجد هناك موظفون أشباح و مستفيدون من الريع، و ابناء رجال سلطة… و هو ما يستدعي إيجاد حل ناجع للقضاء على هذه الظاهرة و محاربتها بشكل يجعل على الاقل هؤلاء متساوون مع باقي المواطنين في كل شيء.

السيارات التي كانت تتطاهر يوم السبت احتفالا بفوز الجزائر على المغرب، ممتلئة ببنزين يباع بثمن بخس و تتحمل الدولة قيمة الفارق فيه، و أصحابها لا يؤدون الضريبة وفقا للمعايير الجبائية المعتمدة من طرف الدولة كما هو الشأن بالنسبة لباقي المدن، و حتى قيمة التأمين عليها منخفظة مقارنة بباقي الريوع المغربية، و مع كل تلك الامتيازات، يشمتون في هزيمة المنتخب، و لو دخل المغرب في حرب ضد الجزائر فسيتعاطفون مع العدو على حساب من يؤدي لاسعادهم.

الى متى ستظل هذه السيبة مستمرة في الجنوب؟ و لماذا سيستفيد خائن للوطن من امتيازات مخصصة لتشجيع مغاربة الصحراء على مساتدة وطنهم؟ سؤال نطرحه على الجهات المعنية و سننتظر الجواب حتى النهاية.

زر الذهاب إلى الأعلى