سي وهبي لا تعجل علينا وانظرنا نخبرك اليقينا

المحرر الرباط

 

تفاجأنا كما تفاجأ الاف المغاربة، بالطريقة التي حدث من خلالها عيد اللطيف وهبي، وزير العدل، أحد رؤساء المصالح الخارجية، حول جواربه، و كيف أن الاستاذ وهبي كان يتحدث عن منصبه بنرجسية، و كأن رأسه هو نقطة ثقل توازن الكرة الارضية، و إذا ما حركه ستطير البشرية جمعاء في الفضاء و سنسافر عبر الزمان بلا رجعة.

وهبي و هو يتحدث الى المسؤول إياه، حاول أن يوهم الناس، أو أنه أصبح يتوهم بأنه قد اصبح وزيرا مهما في حكومة أخنوش، و أن اختصاصاته الوزارية تؤهله الى أن يكون البطل الخارق الذي لا يشق له غبار، و المسؤول الذي تأتي اجهزة الدولة الى عتبة مكتبه راكعة، كي تقوم بواجباتها المتمثلة في خدمته.

و عندما يقول المغربي لأخيه المغربي، أنا اعلم ماهو لون جواربك، فذلك يعني أن متمكن من المعلومة و فيه إيحاءات الى أن هناك جهة من الجهات تمده بتفاصيلها، وهو بالضبط ما حاول وهبي تمريره عندما قال بأن جميع المؤسسات تشتغل معه، قبل أن يتحدث عن جوارب مخاطبه، و الاخطر من كل هذا هو أن الرحل صرح بكل ثقة في النفس بأنه على رأس “كلشي”.

سيدي وهبي المحترم! دعما نعطيك الخبر اليقين إذا مافهمت الامور بطريقة خاطئة، فنخبرك بأن جلالة الملك هو الوحيد الذي نضعه على رؤوسنا جميعا، أما أنتم معالي وزير، فإنكم مجرد خدم للشعب للشعب الذي من المغروض أن يكون فوق رأسك و كتفك و ظهرك، و استوازرك على رأس وزارة العدل لا يعني أنكم مسكتم السماء بأيديكم و وصلتم الى ساحة السلطان.

مالا يعلمه وهبي، هو أن امن المغاربة و أمنه هو شخصيا،  له جهات تتكلف به، و مغوض لها ذلك من طرف الملك و الشعب، و قد أثبتت للمغاربة أنها جديرة بالثقة، عندما كان وهبي نفسه يصرح تحت قبة البرلمان بأن هناك قضاة يحكمون بالتعليمات، و هنا لابد من ان نخبر سي وهبي بأنه هو من يشتغل مع الاجهزة و الا جهزة لا استغل مع أحد غير جلالة الملك، لأن ما تعمل عليه من اهداف حساسة يجعلها متحفظة لدرجة الكثمان و يرغمها على عدم التعامل مع من عرفهم المغربة بأفواههم المفتوحة مثل السيد الوزير.

نود كذلك أن نذكر سي وهبي، بأن سلطته التي يتبجح بها، لا تتعدى حدود المراقبة و المساهمة في وضع القوانين، و تفويت صفقات المحاكم، و هو لا يملك سلطة على أحدث وكيل للملك بالقضاء، ولا يستطيع حشر انفه في عمل القضاء، ولا حتى مهاتفة قاضي بخصوص حكم من الاحكام، و من واجبه هو أن يخبر الاجهزة بأي معلومة قد تفيدها في عملها، بينما لا يوجد قانون يرغم الاجهزة على التعامل معه إذا رأت أن فمه مفتوح الى أذنيه.

نظن أن سي وهبي المحترم، يحاول أن يعيد شخصية الياس العماري لفائدته، و يتوهم بأن الدولة ستلذع من الجحر مرتين، و قد نسي بأن مؤهلاته الشخصية لا تسمح له بأن يكون الياس جديد داخل المشهد السياسي ولا داخل حزب البام، اللهم إذا استعان بخدمات الخبراء من أجل ترويض نفسه على الكثمان و ضبط النفس، و تعديل لسانه حتى يتناسب و واجب التحفظ الذي من المفروض أن يتحلى بها كل مسؤول حكومي.

اليقين في كل ما سبق ذكره، هو أن الحابل قد اختلط بالنابل لدى سي وهبي، و تأثره بعبد الاله بنكيران قد أخد بعدا آخرا بعدما فاز برئاسة حزب الجرار، فأصبحت شخصيته تائهة بين تقليد بنكيران في شعبويته و تصريحاته المثيرة للجدل، وبين لعب دور رجل الدول الذي يقود حزب الجرار، ولا عجب أن نتابع تصريحات غريبة عجيبة من سي عبد اللطيف في القادم من الايام ما لم يتعالج من إحدى الشخصيتين المتناقذتين في داخله.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى