محمد زيان: الرجل الذي كان محاميا لسنوات الجمر و الرصاص

المحرر العيون

 

قليل جدا ما نتابع عميلا لإحدى الدول يثور في وجهها، و إن حدث ذلك، فغالبا ما بكون بسبب المنفعة الخاصة، و قد يجمع الهبراء على أن العملاء و من يخدم الاجندات السياسة، لايمكنهم أن ينقلبوا على آرائهم الا بسبب انقطاع امتياز ما أو بعدما يتم التخلي عنهم من طرف اولياء النعمة، لكن هذا لا يمكن أن ينطبق على محمد زيان، لأن من يعرف الرجل يعلم جيدا بأن حنينه و شوقه لسنوات الجمر و الرصاص منقطع النظير.

محمد زيان الذي تحول بقدرة قادر، من محامي للدولة إبان سنوات الجمر و الرصاص الى مناضل حقوقي بندد بانتهاك حقوق الانسان، لم يتغير الا بعدما طالبته وزارة الداخلية بالتقرير المالي لحزب الاسد، و لكم أن تعودوا الى مواقف الرجل سنة 2011، و كيف كان ينتقل بين المدن ترويجا للدستور الجديد، كي تتأكدوا من أنه حديث الالتحاق بصفوف المدافعين عن حقوق الانسان.

أستحضر شريطا شاهدته سنة 2011، لمحمد زيان و هو يخطب بإحدى مدن الشمال لدعوة الناس الى التصويت على الدستور بالايجاب، و كيف أن أحدهم قال له “انت من أدخل السرفاتي للسجن”، ليرد عليه الاستاذ المحترم: “سير تقود انت وياه”، (استحضر هذا الشريط) و أنا أتساءل كيف لرجل يتحلى بكل هاته الشجاعة في الدفاع عن الدولة أن ينقلب في رمشة عين، و أن يتحول الى معارض كبير لنفس الدولة، فيقول فيها ما لم يقله مالك في الخمر.

عندما كان محمد زيان يترافع أمام المحكمة ضد نوبير الاموي و يطالب بتنزيل اقصى العقوبات عليه بسبب نشاطه النقابي، ألم يكن يؤدي نفس الدور الذي يؤديه اليوم المحامي كروط؟ فلماذا ينتقد الاستاذ زيان محمد كروط و قد سبقه للدفاع عت الدولة، و في حقبة كانت في الحقوق شبه منعدمة، و لم يستطع خلالها ممارسة النضال الحقوقي الا من كانت قلوبهم من حديد، و ما الذي تغير منذ سنة 2011، حتى يغير محمد زيان مواقفه من الدولة المغربية و ينتقدها لدرجة مطالبته بحل اجهزة حساسة يشهد لها العالم لاكفاءة؟

بالنسبة للعديد من المغاربة، و خصوصا المنتمين لجيل الستينات و الخمسينات، فإن محمد زيان، لم يكن سوى محامي للدولة إبان سنوات الجمر و الرصاص، التي أعلن المغرب عن القطع معها، و مهما حاول من أجل خوض غمار النضال الحقوقي، سيبقى مجرد عميل سابق، لازالت أرواح المناضلين تطارده لما تسبب فيه من أذية لاشخاص لم يقتلوا و لم يسرقوا، و ذنبهم الوحيد هو نضالهم الحقوقي و السياسي، الذي لا يمكن للمحامي المحترم أن ينتسب اليه حتى و إن اعتقل بعد حين.

معركة محمد زيان المفترضة، ليست لأجل الحرية ولا هي صحوة ضمير انسان يرفض الاعتراف بما اقترفت يداه قبل عقود، بقدر ما هي ردة فعل انتهازية، حيال قرار وزارة الداخلية بترشيد نفقات الحملات الانتخابية التي كان الرجل يربح من ورائها عشرات الملايين، لازالت القيادة الحالية لحزب الاسد تطالب بمآلها دون جدوى، و هنا لابد من الاشارة الى أن المغاربة ليسوا خرقة كي يمسح فيهم زيان ماضيه المتسخ، و إذا كان الحق لابد أن يقال، فإن الدولة الحديثة التي قطعت مع سنوات القمع و الاختطاف، هي الكفيلة بتضامن الشعب ضذ من أزلام ادريس البصري و بقايا أم الوزارات في العهد السابق…

 

زر الذهاب إلى الأعلى