بريد المغرب: أحسن تطبيق و أسوأ معاملة

المحرر سلا

 

لن يختلف الكثير من مستعملي تطبيق الهاتف الخاص ببريد المغرب، كونه من بين أحسن الخدمات البنكية التي يمكن للمواطن أن يستعملها في تعاملاته البنكية، و قد أجمع العديد من الخبراء على أن تطبيق بريد المغرب قد تفوق على تطبيقات أمبر الابناك في بلادنا، لا من ناحية الجودة ولا الامن الالكتروني، لكن السؤال المطروح هو ما فائدة هذه الخدمة إذا لم تكن مقرونة بخدمات في المستوى مقدمة من الوكلات المنتشرة عبر مختلف تراب المملكة.

 

شاءت الاقدار أن أتوجه الى وكالة البريد المتواجدة على مقربة من مركز الحليب بمدينة سلا، و هنا تأكدت من أن مل ما يروج حول سوء الخدمات المقدمة من طرف هذه المؤسسة صحيح، بل و أن هناك معاملات مريبة لم يتطرق اليها مئات المشتكون الذين لم يخفوا تذمرهم من المعاملة السيئة جدا التي لاقوها في عدد من المدن، و هنا أود أن أتحدث عن تجربتي الشخصية.

 

أول شيء يثير الانتباه، هو تواجد حارس من أصحاب السترات الصفراء أمام موقف السيارات التابع للوكالة، و الذي يجب أن تدفع اه اتاوة غير قانونية مقابل ركن سيارتك في هذا المكان و إلا ستحصد نصيبك من السب و القذف أمام رجل الامن الخاص الذي يكتفي بمتابعة المشهد و بتبادل الحديث مع الحارس بين الفينة و الاخرى.

 

بينما يصطف المواطنون تحت اشعة الشمس الحارقة في انتظار دورهم، وصل رجل من المفروض أنه يعمل داخل الوكالة، أو قد يكون مديرها، فاختار من بين جميع الواقفين رجلا من معارفه كان ينتظر دوره، فسمح له بالدخول قبل أن يحين دوره، و المشهد قد يكون موثقا بكاميرات المراقبة، يوم الرابع من غشت حوالي الساعة الثانية بعد الزوال، و بإمكان ادارة البريد بنك العودة اليه و التأكد من صحة هذا الكلام.

 

يتم توزيع الدور على طريقة عمل مستشفيات الاحياء في الثمانينات، حيث يوزع رجل الامن اوراقا على المواطنين و هنا يكمن الخلل بحيث قد ترى بأم عينيك أن فتاة جميلة قد وصلت الى عين المكان بعدك بما يزيد عن الساعة لكنها واجت الى الوكالة قبلك، أو قد يأتي رجل من المعارف فيدخل بورقة الدور المصنوعة من طرف السيد رجل الامن ولن تستطيع فتح فمك لأنه قد ترك اه ورقته بعد مكالمة هاتفية من المقهى أو المنزل.

 

سبق لي و أن زرت العديد من الوكالات البنكية، و لا يمكنني أن أنكر أن هناك مشاكل متعددة مرتبطة بسوء الخدمة، لكن ما شاهدته خلالة ساعة من تواجدي بوكالة البريد المذكورة، أكد لي قطعا، بأن هذا القطاع لازال في حاجة الى سنوات ضوئية كي يستعيد عافيته، و قد أصبحت من أن التعامل مع الابناك وغم ارتفاع الكلفة أرحم الف مرة من تلك المؤسسة التي لا تختلف كثيرا عن سبيطارات الحومة و الله المستعان.

زر الذهاب إلى الأعلى