المخابرات المغربية و نظيراتها بأمريكا… الى أين؟

المحرر الرباط

 

و أنا أتصفح إحدى الجرائد الإلكترونية الأمريكية، أثار انتباهي مقال منشور، مافهمت منه حسب مؤهلاتي المتواضعة في اللغة الانجليزية، هو إشادة كل من “CIA” و “FBA”، بجهاز الديستي، و النتائج التي حققها هاذين الجهازين بفضل التعاون المشترك مع نظيرهما في المغرب.

مقال الجريدة الامريكية تضمن الكثير من المعلومات، و جاء في قالب الاشادة بجهاز الديستي، حيث عمد كاتبه الى ابراز العديد من التفاصيل التي تخص الدور الذي تلعبه الديستي داخل واحد يعتبر من بين الاجهزة الاكثر فعالية و نشاطا في العالم.

فور انتهائي من قراءة المقال، و بعد مجهودات مضاعفة للألمام بالموضوع، و الاستعانة بخدمات غوغل للترجمة، تبادرت الى ذهني أفكار كثيرة، و تساءلت كيف لصحافي أمريكي أن يبدع في مقال خصصه لاماطة اللثام عن ما يقوم به جهاز الديستي، لصالح الامن الدولي، بينما لا يتردد مغاربة أبا عن جد، في مهاجمة مؤسسات وطنهم.

لا أخفي القارئ العزيز، أنتي شعرت بكثير من الحرج بيني و بين نفسي، و أنا أقارن ما نشرته الصحيفة الامريكية التي تفصلنا عنها ست ساعات، و بين ما ينشره بعض المغاربة ممن رضعوا حليب هذا الوطن، فتساءلت  عن الاسباب التي قد تجعل من المواطن عاقا لوطنه، لكنني لم أجد أي جواب للأسف.

فأن تنتمي لبلد في طور النمو، بالكاد يشق طريقه نحو مستقبل أفضل، لكن مخابراته تساهم في عمليات كبار الاجهزة الاستخباراتية دوليا، و تسعى العشرات من نظيراتها الى كسب ودها، و عقد شراكات معها، فهذا أمر كفيل بأن يجعلك فخورا بوطنك و مؤسساته، عوض المبادرة الى تبخيس الاجهزة و اختلاق الاكاذيب فقط لتصفية حسابات لا توجد الا في مخيلتك، أو ارضاءا لمن يدعمونك بالفتات لتقتات عليه.

ليس كاتب المقال المذكور سلفا، وحده من أشاد بجهز الديستي، بل حتى “CIA” و “FBI”، لم تجد حرجا في ذلك، و هذا ما تناقلته العديد من الصحف الدولية، التي أبدت بدورها إعجابها بما تقوم به الديستي في محاربة الجريمة العابرة القارات و على رأسها الارهاب الذي تلقى ضربات موجعة في جميع أنحاء العالم، فقط لأن هناك رجال وراء البحر الابيض المتوسط يوفرون المعلومة خدمة للإنسانية.

اشادة الاجهزة الاستخباراتية الامريكية بجهازنا في المخابرات الداخلية، تعطي انطباع حول حتمية تقدم العلاقات بين البلدين نحو الافضل، على مستوى جميع المجالات، و هو ما سينعكس على الاقتصاد الوطني من جهة، و على القارة الافريقية عامة من جهة أخرى، خصوصا في ظل تغييب المغرب للمصالح البراغماتية في سياسته اتجاه الماما أفريكا.

زر الذهاب إلى الأعلى