فاجعة طنجة و المتربصون بهذا الوطن

المحرر الرباط

 

لازالت تداعيات الفاجعة التي عاشت تداعياتها مختلف شرائح المجتمع المغربي، داخل الوطن و خارجه، ولازال المواطنون يعبرون عن أسفهم و حزنهم على ما وقع للعمال الذين قضوا نحبهم في معمل سري بمدينة طنجة، بعدما غمرته المياه، و تعج الصفحات الفايسبوكية بملايين التعاليق التي بنقل أصحابها تعازيهم لعائلات الضحايا، و تضامنهم معهم، في مشهد بعكس التضامن الاجتماعي الذي بميز المغاربة عن عدد كبير من شعوب العالم.

في المقابل، و كما جرت العادة في كل مناسبة حزينة يقدرها الله على المغاربة، ظهرت نفس الجهات العدمية، محاولة الركوب على الحدث، و المشي فوق جثت الضحايا من أجل الضرب في مصداقية بعض مؤسسات الدولة، غير آبهة بالظروف التي يمر بها ذوو الضحايا، ولا بجسامة هذه الحادثة التي لا يمكن لمن يمتلك قلبا رحيما أن يتأثر بنتائجها الوخيمة، و عدد الارواح التي حصدت.

استغلال أي واقعة فقط من أجل الضرب في مصداقية المخابرات المغربية، أصبحت مهنة يتلقى من يزاولها أجرا من الجهات المعادية لبلادنا، و باتت تعكس ميوعة نفس الوجوه التي ظلت تهرطق من وراء الحواسيب سعيا في زعزعة ثقة المواطن في الحصن الحصين الذي طل صامدا في جميع الظروف، و لم يتأثر لا من انتشار الارهاب عبر الاركان الاربعة للعالم، ولا من توغل مافيات الجرائم المالية و التهريب الدولي للمخدرات.

ماتسعى اليه تلك الجهات، هو زعزعة الاعمدة التي ترتكز عليها الدولة المغربية من أجل البقاء، و لهذا فمن الطبيعي جدا أن يتم استغلال فاجعة طنجة من أجل الترويج لأفكار عدمية، تتساءل عن محل اعراب المخابرات المغربية من قاموس ما وقع في طنجة، و لماذا لم تكتشف المخابرات معمل طنجة السري، و كأن هذا الجهاز لم يعد لديه ما يفعله، حتى ينزل للشارع بحثا عن معامل الخياطة و أصحاب عربات الحلزون، و بائعو “خانز و بنين” لتطبيق القانون عليهم.

قبل التساؤل عن علاقة المخابرات بمعمل طنجة، لابد أن نعلم بأن هذه المؤسسة، تعمل وفق ضوابط قانونية و دستورية محددة، بل و أن لغط العدميين و تبخيسهم لها، جعل الدولة تضعها تحت رقابة شديدة، و هو ما يرغمها على العمل وفقا لاهدافها الشمولية، و المتمثلة في دحض كل خطر خارجي يروم الى زعزعة الامن و الاستقرار، و متابعة الجرائم الخطيرة التي تشكل تهديدا على الامن القومي، أما إذا فرغت المخابرات لمراقبة المعامل، فنتساءل عما إذا كان هؤلاء العدميون سيتكلفون بصد الخطر الحقيقي الذي يستهدف البلاد و النابع من حقد الارهابيين عليها؟

المخابرات المغربية التي انتزعت الريادة الدولية في مجال تخصصها، و أصبحت قطبا استخباراتيا بالنسبة لعشرات الدول التي لا تخفي رغبتها في الاستفادة، لا يمكن أن تتضرر بتعليقات معزولة ينشرها الراغبون في كسر شوكة وطننا عبر بيادقهم، و يستحيل أن تكون لوحدها في مواجهة كل هذا التبخيس و الركاكة في المجابهة التي يقودها هؤلاء، و لهذا فقد عبر مغاربة الفايسبوك عن وعي كبير بما سبق ذكره، و أكدوا من خلال تعليقات مضادة، على أنهم يقفون بحانب من يحميهم، و يؤمنون بكفاءته.

جل التعليقات التي ردت على العدميين، أكدت على أن أصحابها ينتظرون نتائج التحقيق الذي فتحته الدولة على ضرء الفاجعة، و أن المخابرات لا علاقة لها لما وفع لا من قريب ولا من بعيد، لأن رجالها لم ليسوا بقواد أو شيوخ، ولا يحشرون أنوفهم فيما لا يعنيهم، و أنما هم منهمكون في متابعة ملفات كبيرة، قد يكلف إهمالها أو حتى التماطل في التدقيق فيها ضحايا بالالاف، أما مسائل البناء العشوائي و المعامل السرية للخياطة، فهناك جهات أخزى تتكلف بضبطها و زجرها.

إتقوا الله في وطنكم أيها العدميون!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى