داعش يفتي في كورونا

يحبس تفشّي فايروس كورونا أنفاس كافة أرجاء العالم بعدما صنّفته منظمة الصحة العالمية وباء عالميا “جائحا”، ما جعل كل هياكل الدول وأجهزتها تتجند وتتفاعل مع الحدث بشكل متسارع وهو ما يفرضه المنطق، لكن الغريب في الأمر أن تنظيم الدولة الإسلامية أو ما يعرف بداعش أدلى بدلوه أيضا في المسألة.

نشر التنظيم المتطرف في العدد الأخير من صحيفته الأسبوعية “النبأ” قائمة من الوصايا عدّد فيها ما أسماه بالتوجيهات الشرعية التي يجب اعتمادها للتعامل مع الأوبئة.

وبحسب ما نشره الخبير في الجماعات المتشددة أيمن جواد التميمي، فإن ما يسمى بتوجيهات داعش تضمنت سبع وصايا تنص الأولى منها على وجوب الإيمان بأن الأمراض لا تعدي بذاتها ولكن بأمر من الله وقدره، أما الثانية فدعا فيها التنظيم المتطرف إلى التوكل على الله والاستعاذة به من الأمراض.

وحاول التنظيم الإرهابي الذي يقدّم نفسه على أنه دولة تحكمها تشريعات النص، أن يبرر بقية الوصايا بأحاديث نبوية، تطرقت إلى مختلف الجوانب التي يمكن أن تكون سببا في انتقال عدوى فايروس كورونا من مسلم إلى آخر.

وأوصى داعش بعدم دخول الأصحاء إلى أرض الوباء وعدم الخروج منها، كما حاول توجيه الموالين له إلى تغطية الفم عند التثاؤب والعطس، علاوة على التوصية بتغطية الإناء ووكاية السقاء وتقديمه نصائح تفيد بوجوب غسل اليدين قبل الإقدام على أي شيء.

دعاية موبوءة
توجيهات نشرتها صحيفة “النبأ” التابعة لداعش

ويصنّف تنظيم الدولة الإسلامية الذي أراق الدماء في دول كثيرة وخاصة في الدول التي عشش فيها بعد عام 2011 كسوريا والعراق وليبيا، على أنه يعد أخطر من الأوبئة التي عرفتها الإنسانية منذ القدم.

وبالعودة إلى الجرائم والمجازر التي ارتكبها التنظيم المتطرف، فإنه لا يحق له الخوض في هذه المسائل التي تهم مستقبل الإنسانية بعدما أغرق العالم في حمام دم لم يفرّق بين الدين والعرق واللون والجنس.

ويرى خبراء في الجماعات المتشددة أن التنظيم الإرهابي الذي انحسرت أدواره في معاقله بالشرق الأوسط أو في شمال أفريقيا لفائدة تنظيم القاعدة أو في الدول الغربية عبر خلاياه النائمة، يحاول إثبات وجوده عبر دعاية يريد من خلالها أن يثبت للموالين تماسكه، علاوة على مغازلته لمجندين جدد بخوضه في مسألة علمية متكأ على ما يسميه توجيهات دينية.

ومنذ أن تمكنت القوات الأميركية من قتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبوبكر البغدادي في شهر أكتوبر 2019، يحاول داعش العودة بقوة إلى الساحة العالمية عبر بحثه عن قائد بديل يكون قادرا على الاستقطاب والتجنيد وعلى توجيه الخلايا النائمة في مختلف دول العالم.

وأكدت عدة تقارير دولية منذ مطلع العام الجاري أن خليفة البغدادي هو أبوإبراهيم الهاشمي القرشي وهو أحد مؤسّسي التنظيم الجهادي ومن كبار منظّريه العقائديين واسمه الحقيقي هو أمير محمّد عبدالرحمان المولى الصلبي.

وعلى عكس ما يحاول إثباته التنظيم المتطرف، تصنف كل الدول داعش على أنه “بلاء الإنسانية”. ودعت الجمعة وزيرة الدفاع الألمانية أنيجريت كرامب – كارنباور إلى دعم المهام الجديدة للجيش الألماني في العراق.

وقالت كرامب – كارنباور الجمعة في البرلمان الألماني (بوندستاج) إن إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية هو “بلاء الإنسانية”، مضيفة “يتعين مكافحة تنظيم داعش”، مؤكدة في ذلك أهمية المساعدة الدولية.

ودعت الوزيرة البرلمان إلى الموافقة على التفويض التكميلي للجيش الألماني في العراق والأردن. وينص هذا التفويض على تمديد فترة مهمة طائرات التزود بالوقود العسكرية الألمانية لما بعد 31 مارس الجاري، وتوفير ألمانيا لطائرات نقل للتحالف الدولي لمكافحة داعش وللمنظمات الدولية والحلفاء والشركاء.

وتعتزم ألمانيا علاوة على ذلك المساهمة عبر رادار جوي في الرصد المبكر للطائرات والصواريخ، لتسد بذلك فجوة نشأت مؤخرا في التحالف.

ومن المقرر أيضا تنظيم مساعدات الجيش الألماني في تدريب القوات المسلحة العراقية وسط العراق، والتي تُجرى حاليا في إطار التحالف الدولي لمكافحة داعش، لتكون ضمن مهمة التدريب التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو).

ويتوافق هذا التعديل مع رغبة الحكومة العراقية. وفي المقابل، ستنتهي مهمة طائرات الاستطلاع الألمانية “تورنادو”، التي تنطلق

زر الذهاب إلى الأعلى